في يوم المرأة العالمي: ما هو دور المرأة المندائية في الحفاظ على الهوية في المجتمع الأسترالي؟

6217616957063151224.jpg

بمناسبة يوم المرأة العالمي، نسلط الضوء على سيدة استثنائية كرست حياتها لخدمة مجتمعها. إنها السيدة شهلا الخميسي، المرأة المندائية من أصول عراقية والمقيمة في أستراليا، التي ناضلت بكل قوتها لتكون صوتاً لمجتمعها المندائي ولتواجه التحديات التي مرت بها، سواء في العراق أو في المهجر.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

بدأت سيدة شهلا رحلتها المجتمعية مع والدها الراحل، حيث أسسا معًا جمعية صغيرة لخدمة كبار السن والمحتاجين. ورغم فقدان والدها بسبب جائحة كوفيد-19، حولت حزنها إلى دافع قوي للاستمرار في مسيرتها الاجتماعية والإنسانية. لم تقتصر جهودها على العمل المحلي فقط، بل توسعت لتشمل المحافل الدولية، حيث كانت أول مندائية عراقية تصل إلى الاتحاد الأوروبي، وشاركت في ندوة بالبرلمان الأوروبي حول قضايا الشرق الأوسط والسلام.

بداية الرحلة مع العمل المجتمعي

تبدأ سيدة شهلا حديثها عن بداية مشوارها في العمل المجتمعي في الأردن، حيث كانت تعمل باحثة اجتماعية (Social Worker) منذ عام 2007. تقول إنها اكتشفت موهبتها في مساعدة الآخرين عندما لاحظت معاناة الكثيرين من اللاجئين والمهاجرين في الأردن، وخاصة من جراء إجراءات المعاملات الحكومية واختلاطهم بالمجتمع المحلي. من خلال هذه التجربة، نمت لديها رغبة قوية في تقديم الدعم والمساعدة للأفراد الذين يعانون من التحديات الاجتماعية.

انتقلت بعدها إلى أستراليا، حيث بدأت مرحلة جديدة من العمل المجتمعي. وبينما كانت تفكر في احتياجات كبار السن من المهاجرين، قررت مع والدها تأسيس جمعية تعنى بتقديم الدعم لهذه الفئة، خاصة أولئك الذين يعانون من صعوبة في تعلم اللغة أو التكيف مع البيئة الجديدة.
6217616957063151225.jpg

دور المرأة المندائية في المجتمع

تصف سيدة شهلا المرأة المندائية بأنها شخصية قوية ومناضلة، تحافظ على قيمها الدينية والأخلاقية وتزرعها في عقول أطفالها. تقول إن المرأة المندائية تساهم بشكل فعال في الحفاظ على الأسرة والمجتمع، وهي دائمًا نموذج للالتزام بالعادات الدينية والإنسانية. وتؤكد أن الحياة في أستراليا قد قدمت للمرأة المندائية الكثير من الفرص لتحقيق حقوقها والمشاركة في المجتمع بشكل أوسع.

التحديات التي واجهتها

على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها سيدة شهلا في مسيرتها، بدءً من التهجير القسري من العراق وصولاً إلى التكيف مع الحياة في الأردن وأستراليا، فإنها تروي قصتها بكل فخر وإصرار. تقول إن المرأة المندائية واجهت الكثير من الاضطهاد والصعوبات، سواء في العراق أو أثناء وجودها في الأردن. لكنها تغلبت على هذه التحديات بإرادة قوية وعزيمة لا تلين.

الحفاظ على الهوية المندائية

من خلال حديثها عن الهوية المندائية، تؤكد سيدة شهلا على أهمية الحفاظ على قيم ومبادئ هذه الديانة العريقة. المندائيون يتبعون ديانة قديمة ترتكز على تعاليم آدم وشيت وأنوش ونوح. وتعتبر سيدة شاهلة أن الحفاظ على الهوية المندائية هو واجب ديني وثقافي، خاصة في مجتمع متعدد الثقافات كأستراليا. وتدعو النساء المندائيات للحفاظ على قيم دينهن، مثل الصلاة والصوم والتعميد، ونشر الثقافة المندائية بين المجتمع الأسترالي.

جمعية هميانة المندائية الإنسانية

بهدف تقديم المزيد من الدعم والمساعدة للمجتمع المندائي، أسست سيدة شهلا جمعية "هميانة المندائية الإنسانية"، التي بدأت كمبادرة صغيرة لدعم أفراد المجتمع المندائي، ولكنها توسعت لتشمل جميع الأشخاص بغض النظر عن دينهم. تقدم الجمعية دورات تدريبية، ورحلات، وحفلات اجتماعية، بالإضافة إلى ورش عمل توعوية حول مواضيع مثل كورونا والتعليم.
LISTEN TO
AA Chad Arbeed image

هل يؤثر خفض الفائدة على انتعاش سوق العقارات في سيدني وملبورن؟

SBS Arabic

05/03/202510:51

رسالتها بمناسبة يوم المرأة العالمي

وفي ختام حديثها، توجه سيدة شهلا رسالة خاصة للنساء في يوم المرأة العالمي، حيث ترى أن المرأة هي أساس المجتمع، وهي الأم، الأخت، والمربية. وتستحضر سيدة شاهلة ذكرياتها مع والدتها، التي تعتبرها مثالاً للتضحية والوفاء. تؤكد أن دور المرأة لا يقتصر على الأدوار التقليدية، بل تمتد لتكون جزءًا أساسيًا في المجتمع، تسهم في التغيير الإيجابي وتساهم في بناء مستقبل أفضل.

إن مسيرة سيدة شهلا الخميسي هي مثال حي على أن المرأة، بغض النظر عن التحديات التي تواجهها، يمكنها أن تترك بصمة قوية في المجتمع وتصبح مصدر إلهام للأجيال القادمة.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك