النقاط الرئيسية:
- لم يستطع الدكتور وليد الخزرجي تنفيذ أوامر التعذيب فبدأ رحلة الهرب من العراق.
- وصل إلى سواحل أستراليا على متن قارب صيد متهالك وكان الإحتجاز في انتظاره.
- بعد سنة من إطلاق سراحه، حصد المركز الثاني في امتحانات المجلس الطبي الأسترالي.
بعد الغزو العراقي للكويت، كان العراق يمر في أوقات صعبة بسبب تخلخل النظام وازدياد حالات الهروب من الجيش، لذا صدر قرار بأن يقوم الأطباء وخصوصاً من يخدمون في الجيش بعمل بعض العمليات الوحشية كقطع جزء من الأذن أو وسم الهاربين بإشارة X على جباههم لردع الآخرين من الهرب.
عندها لم يكن أمام الدكتور وليد إلا الهرب حاله حال الكثيرين من الأطباء الآخرين الذين تركوا مهنتهم وتركوا العراق كي لا ينكثوا القسم الذي أدوه عند تخرجهم.
نحن من يداوون الناس ويساعدونهم ليسوا من يتسبون لهم بإعاقات مستديمة.
حفل تخرج الدكتور وليد الخزرجي من كلية الطب Source: Supplied
يقول الدكتور وليد، "تعرفت حينها على بعض الأشخاص، وكان الحل أن أترك الأردن باتجاه ماليزيا وإندونيسيا ثم أستراليا. هذا الطريق كان صعباً ومجهولاً كونك تنتقل من بلد إلى آخر وأنت تجهل مصيرك المعلق بالمعلومات التي تنتظرها من المهربين".
Source: Supplied
كان الاضطرار سيد الموقف في ذلك الوقت وأبحرنا ليلتين وثلاث أيام إلى أن وصلنا إلى منطقة في شمال غرب أستراليا.
وهنا كانت الصدمة الأولى للدكتور وليد في أستراليا حيث اعتقل لمدة 11 شهراً في مركز Port Headland للاحتجاز، والتي كانت تجربة قاسية ومريرة لأن فيها المجهول وما جعلها أكثر مرارة هو الانقطاع عن الأهل والمجتمع الخارجي.
يقول الدكتور وليد، "بعد أن حصلت على صفة لاجئ وتم إطلاق سراحي، كانت الصدمة الثانية إذ خرجت إلى بلد ومجتمع يختلف كلياً عن الثقافة التي أتيت منها ويسبقها بسنوات كثيرة بالتطور التكنولوجي والعلمي".
Source: Supplied
أستراليا قدمت لنا المجالات وفتحت لنا الأبواب، فكل ما أرادوه منا هو أن ندرس ونثبت جدارتنا في هذا البلد.
بعد هذا المشوار، كان الزواج هي الخطوة التالية التي أقدم عليها الدكتور وليد، والمفارقة أنه تزوج من سيدة أسترالية لا سيما أنه لم يكن قادراً أن يعود إلى العراق ليتزوج من عراقية ولم يكن لديه أي عائلة في أستراليا.
الدكتور وليد الخزرجي مع بناته مرتدياً بدلة قوات الدفاع الأسترالية التي ينتمي إليها Source: Supplied
أولادي لم يتمكنوا من أن يخوضوا الحياة بشكل سهل وسلس بسبب اختلاف الجنسيات بين الأم والأب.
بالإضافة إلى عمله كطبيب، فالدكتور وليد هو أمين صندوق الجمعية الإسلامية في جنوب أستراليا وكلن رئيسها سابقاً ويعمل دائماً في إطار عمله المجتمعي على تقريب المسافات بين المسلمين والمجتمع الأسترالي التي يعتبرها رسالة حياة من أجل بناء الجسور بين الثقافتين وإنتاج قوة تدمج المجتمعين لحياة أفضل.
Source: Supplied
وفي ختام اللقاء، نصح الدكتور وليد اللاجئين والمهاجرين الجدد بنفض غبار رحلة المتاعب والصعاب التي مروا بها، ونفض غبار كل الآلام والصدمات عنهم مما سيساعدهم على الاندماج الإيجابي في المجتمع الأسترالي من خلال المثابرة على العمل الذي هم المصدر الأساسي لسعادة الإنسان واحترام القانون والسعي إلى حياة أفضل والمشاركة بكل نواحي الحياة.
يمكنكم الإستماع إلى هذا البودكاست كاملاً في التسجيل الصوتي المرفق أعلى الصفحة.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على