منذ وصوله إلى أستراليا عام 2017، كان للدكتور حمزة قطرنجي أحد المؤسسين لنادي "جيران"، الجراح والمتخصص في الصحة الرقمية، رؤية واضحة بشأن أهمية إنشاء مساحة تجمع العرب الأستراليين في ولاية فيكتوريا، حيث تشكلت الفكرة بين مجموعة من الأصدقاء الذين أدركوا الحاجة إلى منصة تعزز التواصل وتجمع العائلات ضمن بيئة اجتماعية داعمة.
نحو مجتمع أكثر ترابطًا
المبادرة تهدف إلى الحفاظ على الهوية العربية وتعزيز روح التكافل بين أبناء الجالية بعيداً عن أي تصنيفات دينية أو ثقافية، حيث يُفتح المجال لجميع المهتمين باللغة والثقافة العربية للمشاركة. هذا التوجه يعكس رغبة حقيقية في بناء مجتمع يشجع على الاندماج الإيجابي، دون التخلي عن الجذور الثقافية التي تجمع أفراده.
أنشطة تعزز التواصل والثقافة
تنوعت الفعاليات لتشمل تجمعات اجتماعية للعائلات، لقاءات شبابية، ومبادرات ثقافية، من بينها "تحدي القراءة العربية" الذي يهدف إلى تحفيز الأطفال على القراءة باللغة العربية من خلال مكتبة رقمية تفاعلية. كما تشمل الأنشطة لقاءات دورية في المناسبات المختلفة، وفعاليات رياضية وترفيهية تسهم في خلق بيئة اجتماعية متكاملة.
إحياء الأجواء الرمضانية في أستراليا
مع حلول شهر رمضان، يحرص القائمون على المشروع على تقديم تجربة مميزة لأبناء الجالية، حيث يتم تنظيم إفطارات جماعية تتخللها مساحات ترفيهية للأطفال، إضافة إلى بث برامج رمضانية عربية عبر منصة يوتيوب، ما يساعد العائلات على الشعور بالأجواء الروحانية التي يفتقدونها بعيداً عن أوطانهم.
دور مجتمعي وإنساني فعال
لم تقتصر الجهود على النشاطات المحلية، بل امتدت لتشمل مبادرات إنسانية لدعم المتضررين من الكوارث الطبيعية والأزمات في الدول العربية. حيث تم تنظيم حملات تبرع بالتعاون مع منظمات دولية مثل الصليب الأحمر الأسترالي وأطباء بلا حدود، لدعم ضحايا الزلازل في سوريا وتركيا، والفيضانات في ليبيا والمغرب، وكذلك المتضررين من الأوضاع في غزة.
رؤية مستقبلية نحو توسع أكبر
مع ازدياد الاهتمام بهذه المبادرة، يجري العمل حالياً على وضع خطط استراتيجية للتوسع في ولايات أسترالية أخرى، مع التركيز على مدينة سيدني كوجهة تالية. كما يتم تطوير منصة إلكترونية جديدة لتسهيل عملية التواصل والانضمام إلى الفعاليات.
دعوة للمشاركة والانضمام
يمكن لأي فرد من الجالية العربية أو المهتمين بالثقافة العربية في أستراليا الانضمام والمساهمة في هذه المبادرة من خلال متابعة الأنشطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني المرتقب.
LISTEN TO
كيف يترقب الاستراليون العرب قرار مصرف الاحتياط المرتقب يوم الثلاثاء حول قرار انخفاض سعر الفائدة؟
SBS Arabic
18/02/202515:43
من خلال هذا النموذج المجتمعي، يتجسد مفهوم الهوية والانتماء في أرض جديدة، حيث لا تقتصر الفكرة على مجرد لقاءات اجتماعية، بل تمتد لتكون تجربة ثقافية وإنسانية تعزز الروابط بين أبناء الجالية وتؤكد على أهمية الحفاظ على الثقافة العربية في المهجر.
