النقاط الرئيسية
- الناشطة الأسترالية السعودية منال الشريف تدعم احتجاجات النساء في إيران ضد فرض الحجاب
- انتقلت منال الشريف للعيش في أستراليا في عام 2017 بعد سنوات من الدفاع عن حرية وحقوق المرأة في السعودية
- تقول منال أن تداعيات الاعتراض على سياسات بعض الدول تتضمن السجن، الترهيب، الفصل من العمل وعن عائلاتهم وأطفالهم وانهاء زواجهن
"استغرقني من الوقت عشر سنوات للتخلي عن الحجاب".
"ثم قضيت العشر سنوات التالية في حملات لإنهاء القوانين التمييزية ضد المرأة في المملكة العربية السعودية".
"ومن ثم سجن صديقاتي اللاتي رفعنا صوتهن ضد هذه القوانين".
"فظللت أحلق رأسي حتى أطلق سراح كل واحده منهن".
"وها انا اليوم أرى النساء الايرانيات يحلقن شعرهن احتجاجا على الحجاب الذي كلف مهسا أميني حياتها".
"انا أقف مع هؤلاء النساء".
بهذه الكلمات علقت الناشطة منال الشريف عبر وسائل التواصل الاجتماعي على احتجاجات النساء في إيران وحول العالم على موت الشابة مهسا أميني عقب اعتقالها من شرطة الأخلاق بحجة عدم ارتدائها للحجاب بالطريقة المناسبة.
وجاء في آخر بيان صادر عن السلطات الإيرانية: "الشابة مهسا أميني التي أدت وفاتها بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق الى احتجاجات واسعة، قضت نتيجة تداعيات حالة مرضية سابقة وليس بسبب "ضربات" على أعضاء حيوية".
وأعقبت وفاة مهسا احتجاجات واسعة في الجمهورية الإسلامية، قتل جراءها العشرات بينهم عناصر من قوات الأمن. وحمّلت السلطات المسؤولية لـ"مثيري شغب"، وأعلنت توقيف مئات منهم.
ورغم استخدام القوات الأمنية القوة القاتلة، فان التظاهرات التي تتقدمها نساء استمرت لليلة الـ21 على التوالي.
"منال الشريف"
هي ناشطة حقوقية سعودية، اشتهرت بتزعمها لحملة مطالبة لحقوق المرأة في القيادة مواجهةً بذلك القيود الاجتماعية والعادات التي فرضت منع المرأة من قيادة السيارة في السعودية، وفتوى هيئة كبار العلماء الرسمية - آنذاك - بتحريم قيادة المرأة للسيارة، واعتُبرت القضية قضية رأي عام في المجتمع السعودي.
ساهمت الشريف في إطلاق مبادرة «سأقود سيارتي بنفسي» في عام 2011 للمطالبة بالسماح المرأة بقيادة السيارة في السعودية. وقامت الناشطة وجيهة الحويدر بتسجيل فيديو لها أثناء القيادة، كما سجلت فيديو آخر للشريف أثناء قيادتها هي الأخرى كجزء من الحملة. وقد تم نشر الفيديو على موقعي يوتيوب وفيسبوك.
تم اعتقال الشريف والإفراج عنها يوم 21 مايو/أيار؛ وأعيد القبض عليها مرة أخرى في اليوم التالي. وفي 30 مايو/أيار، أطلق سراح منال مقابل كفالة مالية، بشرط استدعائها للاستجواب إذا تطلب الأمر، بالإضافة إلى منعها من القيادة أو الظهور في الإعلام.
Manal Al sharif Saudi women's rights activist who helped start a right to drive campaign in 2011 Credit: Manal Alsharif
وفور انتهاء حملتها، أخذت الشريف بانتقاد الحكومة السعودية، ونشرت على حسابها على تويتر قضايا مثل: تقييد الحريات على العاملات الأجنبيات، الشوائب التي تحيط بانتخابات مجلس الشورى، ومقتل لما الغامدي. وقد طرحت قضاياها في كل من مجلة "التايم"، و"فورين بوليسي"، ومنتدى "أوسلو فريدوم".
وكانت منال الشريف قد انتقدت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في العديد من المحطات أهمها ما كتبته في مقالٍ حمل عنوان «كبح جماح الشرطة الدينية» نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، واستهلت منال الشريف مقالها بعرض قصة الأخوين سعود وناصر القوس اللذين توفيا إثر مطاردات مع «الشرطة الدينية».
"فرض الحجاب"
عن سياسات فرض الحجاب على المرأة في بعض الدول، تحدثت أس بي أس عربي24 إلى منال، بحكم تجربتها الشخصية مع ارتداء الحجاب وخلعه، ودفاعها عن حقوق المرأة وما الذي حصدته وخسرته في المقابل.
قالت منال أن الوضع في إيران محزن جدا. خصوصا بعد مرورها بتجربة مشابهة عندما كانت تعيش في السعودية، وقبل انتقالها للعيش في أستراليا عام 2017.
"كانت شرطة الأخلاق أو ما نسميها هناك بالهيئة تفرض علينا ملابس معينة، لون معين، طريقة معينة للبس الحجاب، وعدم الالتزام بها يعني مواجهة العقاب".
"حتى الرجال لا يستطيعون لبس الشورت في السعودية".
وتضيف منال بأن قلبها مع النساء الإيرانيات في ما "يتعرضن له من وحشيه من هيئه الاخلاق".
من وجهة نظرها، تعتبر منال بأن ارتداء الحجاب والالتزام به يجب أن يكون حرية شخصية للمرأة.
"يجب أن يترك هذا الأمر للمرأة. عبادتها بينها وبين ربها. ولا يجب فرض الحجاب او منع الحجاب. الامران بالنسبة لي يعتبران تدخلا سافرا في الحريات الشخصية للناس وحريه العبادة وحريه الاختيار".
Manal Al-Sharif has campaigned for women's rights in Saudi Arabia for many years
وكانت منال واحدة من بين الكثير من الناشطات السعوديات اللواتي حلقن رؤوسهن للاحتجاج على حبس العديد من الناشطات السعوديات اللواتي طالبن بحقهن بالقيادة ضمن حملة نسوية بعنوان "حقي كرامتي" انطلقت في عام 2012.
"سمعنا بحلق رأس واحدة من السجينات، وتضامناً معها، قمنا أنا والعديد من النساء السعوديات الأخريات بحلق رؤوسنا. ولكن علمنا فيما بعد من أهلها بأنها تعرضت للصعق الكهربائي مما أدى إلى تساقط شعرها".
ولكن أبقت منال والناشطات السعوديات الأخريات على حلق رؤوسهن للاعتراض عن سجن العديد من الناشطات السعوديات من مجموعة "حقي كرامتي".
وتضيف بأن هذه الظاهرة كانت جديدة عليهن وبأنهن لم يسمعن باحتجاجات حلق الرأس من قبل آنذاك.
"كان قرارا عفويا. ولكنها حتما طريقة قوية للاحتجاج لما يعنيه شعر الرأس للمرأة".
أما بالنسبة للنساء الإيرانيات اللواتي يحلقن رؤوسهن ضمن الاحتجاجات الأخيرة فتقول منال: "أعتقد بأن رسالتهن واضحة من حلق رؤوسهن، فإن كان شعرنا هذا سيدخل بنا إلى جهنهم، فها نحن نقصه ونرميه".
"خلع الحجاب"
لا شك بأن العالم أصبح يعي أو يسمع الآن بعضا من سياسات بعض الدول في فرض الحجاب على النساء أو منعنهن من لبسه أو لبس البرقع/غطاء الوجه.
بالنسبة لمنال التي ولدت وعاشت في السعودية معظم سنوات حياتها، كان ارتداؤه اجباريا.
" لم يكن لدي خيار في السعودية. فُرض عليّ الحجاب وأنا في المرحلة الابتدائية ومن ثم العباءة في المرحلة المتوسطة".
"كانت رقابة الهيئة متشددة للغاية. لن أنسى إحدى المرات التي كنت أزور فيها مكة المكرمة وأنا أرتدي البرقع وأطوف في الحرم لأسمع أحد عناصر الهيئة (المطوع) يقول لي بأن أغطي عينيّ".
تساءلت منال في هذه اللحظة، لما لا تؤمر النساء المسلمات غير السعوديات اللواتي يزرن الحرم بهذا أيضا، وخصوصا بأنهن كن كاشفات لوجههن بالكامل.
"للأسف الشديد في فتره المراهقة كان التعليم الديني عندنا أشبه بغسيل للمخ. وجهة نظر دينية واحده، وهي إما أن تكون المرأة أو مسلمه ترتدي الحجاب كما يجب أو ستكون ممن لا يُعترف بإسلامها".
"كانت عندي مشكلة في فرض الحجاب على النساء على هذا الأساس".
"لا يحق لأحد أن يفرض ارتداء الحجاب أو خلعه": الناشطة السعودية منال الشريف تدعم احتجاجات النساء في إيران
تقول منال: "بدأت أقرأ على الانترنت عن موضوع الحجاب. وجدت آراء كثيرة مختلفة ومتضاربة. منها من يقول لم يأت نص ديني في القرآن يلزم بالحجاب. ومنها من أثبت العكس. وقرأت وجهات نظر مختلفة عن غطاء الوجه أيضا".
وصلت منال بعد قراءاتها المكثفة إلى خلاصة - هناك حرب على جسد المرأة.
"في فرنسا وتونس يمنعون الحجاب. وفي السعودية وإيران يفرضون الحجاب...في السعودية لدينا مقولة مشهورة عن هذا - النساء السعوديات يخلعن الحجاب والنساء التونسيات يرتدين الحجاب عندما يركبن الطيارة".
وتضيف منال أن هذا يعني من يجبر أحدا على شيء فهذا يعني دفعه لفعل عكسه.
تقول منال إن معركة ارتداء حجابها استغرقت عشر سنوات، ما بين ارتدائه وخلعه. إلى أن جاءت للعيش في أستراليا.
"اضطررت لترك السعودية. أصبحت أشعر بحريتي. وأستطيع أن أنشر صوري بدون حجاب أخيرا".
"العواقب"
تقول منال بأن الحل الوحيد مع الأنظمة القمعية هي الوقوف ضدها ورفع الصوت لأن الحوار وحده معها غير مجدٍ لأنها ليست بأنظمة ديمقراطية.
"بالتأكيد السيدات اللواتي ما زلن يعشن في هذه البلدان يتكبدن خسائر كبيرة من هذه الأنظمة. مثل السجن، الترهيب، الفصل من العمل وعن عائلاتهن وأطفالهن وإنهاء زواجهن".
"عندما تركت السعودية أصبح لدي قوة أكبر لأرفع صوتي أكثر. ولكن للأسف الشديد هذا يعني بأنني لن أستطيع الرجوع إلى بلدي مجددا".
"لا شك بأن الكثير من القضايا تغيرت منذ رحيلي وتطورت إلى الأفضل. والكثير من النساء السعوديات الآن هناك يقدرن تضحيات قدمتها نساء سعوديات حاولن فتح أفاق عالم مختلف غير العالم الذي يعلموننا عنه في المدرسة".
وتضيف منال بأنها تشعر بحزن شديد من عدم تمكنها من دخول السعودية مجددا لترى أفراد عائلتها وأصدقاء الطفولة.
منال الشريف ناشطة حقوقية سعودية، اشتهرت بتزعمها لحملة مطالبة لحقوق المرأة في القيادة مواجهةً بذلك القيود الاجتماعية والعادات التي فرضت منع المرأة من قيادة السيارة في السعودية
"عندما تكونين في حالة حرب عليك أن تخسري معارك لتكسبي الهدف من هذه الحرب".
"الحرب بالنسبة لي كانت حريتي وأن أعيش حياتي بكرامة بعيدا عن الأنظمة القمعية في بلادنا".
وختمت منال حديثها بامتنانها للعيش في أستراليا التي شعرت فيها بحريتها وكرامتها بعيدا عن القيود التي فرضت عليها من قبل في بلدها الأم.
"يجب على الإنسان أن يتصرف بطبيعته دون أن يحصل على أي إذن من أحد. كلنا ولدنا أحرارا متساوين. ليس من حق أحد أن يأخذ حريتك منك أو أن يعاملك كعبد أو عبدة".
اعتبرت مجلة فورين بوليسي الشريف واحدة من أفضل المفكرين في العالم لعام 2011، في حين صنفتها مجلة فوربس كإحدى النساء اللواتي أحدثن تأثيراً كبيراً في العالم (مؤقتا). وفي عام 2012، صنفت الديلي بيست الشريف واحدة من أشجع نساء العام. وجاءت الشريف في تصنيف مجلة التايم كواحدة من أهم 100 امرأة مؤثرة لعام 2012.
كما كانت واحدة من ثلاثة أشخاص يحصلون على «جائزة فاتسلاف هافيل للمعارضة الخلاقة» في عامها السنوي الأول بمنتدى أوسلو فريدم.
وفي 2014، تم تكريم منال الشريف في دبي، حيث ضمّتها قائمة «أرابيان بيزنس» لأقوى 100 امرأة عربية والتي ضمت إلى جانبها 15 سيدة سعودية أخرى. كما نشرت مجلة نيوزويك مؤخرا قائمة بأسماء "150 امرأة لا تُقهر" بينهن سعوديتان إحداهما منال الشريف، وظهر اسمها ضمن قائمة مجلة "فورين بوليسي" لأهم 130 شخصية شكلت الحوار العالمي في عام 2011.
يمكن الاستماع إلى اللقاء كاملا مع الناشطة منال الشريف عبر الرابط الصوتي المرفق أعلاه.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على
يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand