ولد فؤاد شريدي في قرية صغيرة في الجليل الأعلى لشمال فلسطين. ويتذكر فؤاد أحداث "النكبة" في العام 1948 عندما اضطر هو وأهله للهرب من القصف الاسرائيلي ومغادرة أراضيهم.
لم انعم يوماً في طفولتي، فأنا ولدت في الحرب.
"لم يسرقوا منا الأرض بل سرقوا طفولتي وأحلامي"
تحدث فؤاد أمام الجموع الغفيرة في Townhall بوسط سيدني يوم السبت الماضي ضمن تظاهرات داعمة لفلسطين تحت شعار #أنقذوا_حي_الشيخ_جراح التي فاق عدد المتظاهرين فيها 5،000.
ويقول فؤاد إن معظم الاسرائيليين يحملون جوازات سفر أخرى، فمنهم من جاء من بولندا او الولايات المتحدة أو حتى المملكة المتحدة.
إذا كنا نتحدث عن الفاشية أنها بشعة وعن النازية أنها بشعة، فماذا عن الصهيونية؟
رحلة الهرب
يقول فؤاد إنه من غير الممكن أن يمر الشخص بالتجارب التي مر بها في طفولته وينساها. حيث كان فؤاد في التاسعة من عمره عندما قامت الحرب في 1948.
"لم أنسى ما شاهدته"
ويصف فؤاد تلك الأحداث بأنها كابوسٌ "يدمر حياتي لا يمكنني التخلص منه."
وبالاضافة للمآسي التي تعرض لها فؤاد، ضاع من أهله واعتقدوا أنه في عداد الأموات.
لحسن الحظ وجدته امرأة حنونة وساعدته على مواصلة الرحلة إلى لبنان، إلا أنه انفصل عنها أيضاً بعد بضعة أيام، وأصبح وحيداً يتخبط في الطرقات بلا رقيب.
"عندما أجوع كنت أرافق الكلاب أو القطط في المزابل للبحث عن الطعام."

Fouad's father in Palestine. Source: Fouad Charida
فقدت انسانيتي وصرت أرافق الحيوانات لأبحث عن قوت يومي.
عاش فؤاد وحيداً بهذا الشكل لمدة شهرٍ كامل.
وبمحض الصدفة التي يصفها فؤاد بالمعجزة كان أهله في مقلب نفايات قريب واستطاع كلبهم شم رائحته، فعدا إليه ولحقه إخوانه حتى وجدوه وحملوه إلى امه.
بكت امي عندما وجدوني في جنوب لبنان بقرية يارون.
صحوة عالمية
يقول فؤاد إنه يرى صحوة عالمية لحقيقة القضية الفلسطينية.
"العلم الفلسطيني يرفرف في سماء عواصم العالم وقلوب الملايين تدمى للأطفال الفلسطينيين."
كما قال إن الفلسطينيين أصبحوا ضحايا لحركة "عنصرية تشبه نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا."
أما بالنسبة للرواية الاسرائيلية والتي تقول إن اليهود لهم حقٌ ديني في الأرض، فيرفضها فؤاد قطعاً.
"القدس مدينة بناها الكنعانيون 27 قرناً قبل مولد النبي موسى إذا كيف تكون يهودية؟"

Fouad in Sydney during the 80's. Source: Fouad Charida
نحن شعب مسالم، وصراعنا مع اليهود ليس صراع ديني.
صراعنا مع المشروع الصهيوني الذي قاد اليهود إلى سرقة شعب بريء مسالم مثل الشعب الفلسطيني."
كما يعتقد فؤاد إن أصبح لدى الكثير من اليهود قناعة أنهم في أرضٍ لا يملكون أحقية ملكيتها.
الشعب الفلسطيني لا يمكن محو هويته أو انتمائه
"بالأساس اعتديَّ علينا ونتعرض للابادة"
وقال فؤاد مخاطباً الجموع يوم السبت الماضي إنك إذا كنت مع فلسطين فأنت انسان وإذا لم تكن مع فلسطين فهناك شك في انسانيتك.
"عندما اضطهد اليهود في أوروبا كنا نحتضنهم ونحسن إليهم وفي النهاية حولونا إلى قطعان من اللاجئين تعيش في مخيمات لا تليق بالحيوانات."
ومن الجدير بالذكر أن ما يعتبره الفلسطينيون نكبة تراه الحكومة الإسرائيلية كعيد تأسيس دولة اسرائيل.
للمزيد يرجى الاستماع للملف الصوتي اعلاه.