الرّند شجرٌ طيّبُ الرَّائحة من الفصيلة الغاريَّة، وهي رند فايد، الشّابة التي تحمل رائحة طيب العمل الإنسانيّ.
النقاط الرئيسية
- إنجذابها إلى العمل الإجتماعي بدأ بعمر الثامنة عشر وهي لا زالت في مصر
- شخص واحدٌ بالغٌ في حياة المراهق بإمكانه تغيير مسار حياته
- ما يحصل داخل البيوت المغلقة هو المحرّك الأوّل في حياة الأبناء
لأكتر من ستّ سنوات ورند تستمتع ببناء الجسور بين الإنسان وذاته فمجتمعه. فالعمل الإنسانيّ يبني إنساننا أوّلًا ويخلق في داخلنا أوطانًا حدودها الإنسانيّة.
عرّفت رند عن نفسها بهذه الكلمات:
أنا إنسانة بسيطة تحبّ المساعدة. أحبّ من كلّ قلبي وأفرح عندما أحاول أن أُخرج شخصًا من مشكلة ما. فرحة النّاس هي فرحتي.
Rand Faeid, a humanitarian activist. Source: Rand Faeid
شغفٌ بالعمل الإنسانيّ
انجذبت رند للعمل في الحقل الإنساني منذ أن كانت شابّة في مصر، إذ كان دخولها مجال التّنمية البشريّة وسيلةً لمعرفة ذاتها آنذاك، ومن ثمّ تطوّر هذا الإنجذاب ليصبح شغفها.
إنّ مرافقة الّشبيبة المهمشّة التي تعرّضت للإنحراف عمل يتطلّب الكثير من الإصغاء. فالقاسم المشترك بين الشّباب الأكثر عرضة للإنحراف هو حاجتهم الملّحة للإصغاء إليهم وتفّهمهم. عن هذه الحاجة الأساسيّة قالت رند:
في داخلهم طفلٌ يصرخ أنا بحاجة إلى شخصٍ يسمعني ويفهمني. تصرّفاتي هي غطاء لمشاعري المجروحة.
هذا ما دفع رند إلى تحويل مسارعملها مع الشّبيبة، إلى العمل مع الأهل أو البيئة المباشرة التي تؤثّر محوريًّا على تطوّر الشّخصيّة. وبذلك فالوقاية من المسبّبات، يجب أن تسبق معالجة النّتائج، إذ إنّ البذرة الحقيقيّة يزرعها الوالدان.
حاجتهم للحبّ هي القاسم المشترك
عبّرت رند عن أنّ القاسم المشترك بين الشّبيبة التي تعرّضت للإنحراف هو حاجتهم للحب قائلة:
ما يحصل داخل البيوت المغلقة هو المحرّك الأساسيّ في حياة الأولاد. فمشاعر الغضب، متجذّرة في العائلة، كما كلّ تعبير سلوكي مهما كان.
أمّا الوقوع بالإنحراف مجدّدًا، فهو أمر محتمل ولكنّ الأبحاث أثبتت أنّ إصلاح حياة منحرف أمرٌ يتطلّب مرافقة " شخصٍ واحدٍ" بالغٍ فقط. وقد عبّرت في الإطار عينه قائلة:
حتى وإن كانت الأسرة بأكملها غير ملائمة، فإنّ وجود شخص واحد فقط مستعّد للمساعدة يعدّ كافيًا.
الحب غير المشروط
إنّ سبل الوقاية الأفضل لمعالجة أيّ انحراف هي تقديم حبّ غير مشروط من قبل الأهل. هذا الأمر متطلّب بالنّسبة لمجتمعاتنا العربيّة اذ نقدّم حبًّا مشروطًا في تربيتنا عندما نقول لأطفالنا على سبيل المثال " أحبّك إن أتممتَ واجبك!" وهنا فأي فشل أو وقوع في الخطأ، يصبغ هويّة الشّخص خاصّة وإن قابله رفض الأهل ولومهم بدلًا من احتضانهم. وفي هذا الإطار عبّرت قائلة:
لن ننتفع إن أصرّينا على تربية أولادنا وكأنّنا ما زلنا في أوطاننا الأم منذ ثلاثين عامًا. نحن في بلدٍ مختلف.
فالتّعبير الإيجابيّ أساسيّ لخلق تواصل إيجابي ولحل النّزاعات العلائقيّة.
Rand Faeid, 6 years of contribution to the youth. Source: Rand Faeid
هكذا أرى نفسي في المستقبل القريب
رند ترى نفسها تخدم عددًا أكبر من النّاس وتكمل ما بدأته بحبّ شرط أن تكون في خدمة الإنسان، كلّ إنسان متمنيّة أن تكون هذه هي رسالتها في الحياة.
وختمت داعية إلى الله قائلة:
يا رب سخّرني لخدمة النّاس. إستخدمني للخدمة بدون النّظر إلى الجنس أو العرق أو الدّين!
