بعد هجرة السيدة لمى أبو عليا إلى أستراليا عام 2019، حاملة شهادة الهندسة المعمارية من الأردن، دخلت في دوامة البحث عن وظيفة، والعودة لمقاعد الدراسة لمعادلة الشهادة وفق المعايير الأسترالية، و مراعاة المنزل ورعاية أطفالها، فخطرت لها فكرة ذكية تحقق كل هذا الأمر.
بحكم أنها مهندسة معمارية، والرسم والإبداع هوجزء مهم من تعليمها وتكوينها، كان فن " الرزن" هو الحل، عبر إنشاء عمل صغير لها من المنزل يحقق طموحها، دون التقصير في الجانب العائلي.
عند لحظة أخذ القرار، أوضحت السيدة لمى، قائلة:" أن يُغير الشخص مهنته وما تعلمه أمرًا ليس سهلًا، ولكن التحديات تفرض عليك واقعًا جديدًا، إما أن أكمل دراستي وأحصل على الشهادة الأسترالية، أو أن أفتح أفقًا جديدًا يحقق استقرارًا للعائلة ولطموحي المهني، وكان الخيار في البداية، أن أسير بالطريقين معًا، لكن الأمر كان مرهقًا"، إلى أن استقرت ببدء مشروعها الصغير منذ عامين.
بعد أخذ القرار، بدأت تتعرف على أسرار فن " الرزن" وتخضعه للتجربة عبر تنفيذ قطع منزلية لبيتها، ولاقى عملها استحسان الكثيرين.
LISTEN TO
عمل منحاز للبسطاء بين فلسطين، الحب والوطن: ما هو الربيع الذي لم يزهر في رواية الأديبة نجمة خليل؟
SBS Arabic
27/06/202211:17
ولم تنس مواكبة الحياة اليومية، في عملها، إذ أبدعت في صُنع مواد تقديم الشاي والقهوة، والطاولات الصغيرة، وخلط "الرزن" بالخشب، إضافة لتصميم الهدايا وفق ذوق المشتري وتوضح:" أن القيمة المهمة في هذا العمل، أن الزبون يضع ذوقه في تصميم قطعته، وهو أمر لا يتوافر عند الكثيرين".
واعتبرت أنه في ظل تحديات الحياة، وضرورة عمل الزوج والزوجة، فإن فكرة العمل من المنزل مناسبة جداً، فالزوجة لم تغفل حق أولاها ورعايتهم وتحقق ذاتها وطموحها في الوقت نفسه. .
وعن هل ندمت على هذا القرار، أوضحت السيدة لمى، " لا شك أن لكل جانب إيجابيات وسلبيات، فالوظيفة الرسمية، تُطور أدواتك المهنية، وتدخلك كمهني ضمن سلسة وهيكلية وظيفية واضحة، كما وتلتقي بزملاء من نفس المهنة، إضافة لضمان الراتب الشهري، لكن في المقابل وقتك ليس ملكك، لذلك فهي سعيدة بهذا القرار، لكنها توضح أن المشكلة الوحيدة في العمل الخاص، هي تعرضك لحركة العَرض والطلب، فهناك أيام تزداد حركة الطلبات وفي أحيان تقل، لكنها في المقابل تغمرها السعادة وهي ترى ردة الفعل الإيجابية من زبائنها.
عن "الرِزن"، توضح السيدة لمى؛ أنه عبارة عن مادتي "الإبوكسي" ومادة مُصلّبة تدمجان مع بعضهما بنسب صحيحة، ثم تُصب في قوالب تعطي شكلًا لامعًا شفافًا كالزجاج، بعدها يبدع الفنان في خلط الألوان وتشكيل المنتج النهائي.
ولم تنس المهندسة المعمارية لمى أبو عليا، الثناء على الدعم الذي لاقته من المجتمع المحلي عبر: Whittlesea Small Businesses Community لمساعدتها كيف تبدأ مشروعها الصغير Golden Moment Gifts وتسوقه بالطرق الصحيحة.
استمعوا لمزيد من التحديات والإبداع في قصة المهندسة المعمارية لمى أبو عليا، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.