مهندس اتصالات وصانع محتوى رقمي: رحلة آدم أشرف من القاهرة إلى ملبورن

315002406_628734705559668_745400916535603089_n.jpg

آدم أشرف في ملبورن

كانت فكرة الهجرة تراود آدم أشرف أحيانًا، لكن أستراليا لم تكن من بين الخيارات المطروحة أمامه.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

في إحدى زوايا مكتبٍ مزدحم في القاهرة، لم يكن المهندس آدم أشرف، المختص في هندسة الاتصالات، يتخيل يومًا أن حياته ستأخذ منعطفًا جذريًّا يقوده إلى أقصى بقاع الأرض.

كانت فكرة الهجرة تراوده أحيانًا، لكن أستراليا لم تكن من بين الخيارات المطروحة أمامه.

يقول آدم: "كنت دائمًا أفكر في الهجرة إلى الولايات المتحدة أما أستراليا فكانت بالنسبة لي بعيدة جدًّا ولا أعرف عنها شيئًا سوى دار الأوبرا والكنغر."

غير أن حديثًا عابرًا مع زميل في العمل غيّر مسار تفكيره. فقد أعلن الزميل عزمه على الهجرة إلى أستراليا، الأمر الذي أثار فضول آدم ودفعه للتساؤل: لماذا لا أكون أنا التالي؟ ومن هنا بدأت الرحلة.
469909870_18472997956035714_1956206807811685985_n.jpg
آدم أشرف على شاطئ برايتون في ملبورن
رغم قلة المعلومات التي كانت بحوزته، بدأ آدم يجمع تفاصيل الهجرة من خلال من سبقوه في التجربة. هذا الدعم ساعده على بناء ثقة داخلية قوية، جعلته يُقبل على الأمر بجدية تامة.

"من حسن حظي أن زملائي الذين هاجروا كانوا يعملون في نفس المجال مما ساعدني على معرفة الأوراق المطلوبة وكيفية التقديم وغيرها من التفاصيل."

لكن أسرته، وتحديدًا والدته، لم تتقبل الأمر بسهولة.

الحلم يصبح حقيقة

يتذكر آدم بابتسامة: "في البداية والدتي تعاملت مع الأمر على أني ألهو. لقد ظنت إنني متحمس فقط بسبب زميلي، وسرعان ما سأتراجع عن الفكرة".

غير أن الأمور تغيّرت حين رأت ابنها يُمضي الساعات في دراسة اللغة الإنجليزية ويحضّر بتركيز لاختبار الآيلتس الذي كلفه آلاف الجنيهات. عندها فقط، بدأت تستوعب أنه عازم على المضي قدمًا في مغامرته.

وعندما تلقّى آدم رسالة القبول وحصوله على التأشيرة، عمّت المشاعر منزل العائلة. فرح، دموع، قلق، وأمل. لقد أصبح الحلم حقيقة.

يقول آدم: "فتحت البريد الإلكتروني ورأيت الرسالة ولم أصدق عيني. جلست على السرير قليلا كي أستوعب الموقف."

"ذهبت إلى والدتي التي كانت تعد الطعام في المطبخ وأخبرتها فبدأت في البكاء. كان الأمر لا يصدق."
LISTEN TO
Nayran interview with intro.mp3 image

من طالبة لجوء على قارب هجرة إلى صاحبة مقهى في ملبورن: قصة نجاح ملهمة لسيدة سورية

SBS Arabic

13:13
استقال آدم من عمله، وودّع أهله، وركب الطائرة متجهًا نحو أستراليا.

لكن الوصول لم يكن نهاية التحديات، بل بدايتها.

يروي آدم: "في البداية واجهت صعوبات كثيرة. لا أعرف أحد. لا عمل لدي."

"الظروف الاقتصادية كانت صعبة ولم تكن هناك فرص عمل. عملت في وظائف مختلفة مؤقتة مثل بائع في محل وموظف في مركز اتصالات."

ورغم ذلك، لم تكن تلك العقبات إلا مدخلًا إلى أجمل فصول حياته كما يصفها.

"أول ستة أشهر كانت من أروع تجاربي. تعلمت الكثير في تلك الفترة من خلال التعامل مع أناس مختلفين وتحسنت لغتي الإنجليزية كثيرا."

من أين جاءت فكرة المحتوى الرقمي؟

ثم جاء عام 2020، ومعه وباء كورونا الذي غيّر شكل الحياة في العالم.

خلال فترة الإغلاق، وجد آدم مساحة ليعيد اكتشاف ذاته من جديد لكن هذه المرة من خلال التكنولوجيا ووسائل التواصل. بدأ يُنتج محتوى متنوع على يوتيوب يشارك فيه نصائحه وتجربته مع من يخططون للهجرة.

"في البداية كنت أعد تلك الفيديوهات لأطمئن أمي التي كانت لا تعرف الكثير عن أستراليا. كما أنها ساعدتني على تجاوز فترة الإغلاق وأثرها النفسي علي."
489850111_18496243456035714_1681911783106366929_n.jpg
اشترى آدم منزله الأول بعد سبع سنوات في أستراليا
سرعان ما انتشر محتواه بين المهتمين، حتى بلغ عدد مشتركي قناته أكثر من خمسين ألفًا، وحقّقت فيديوهاته عشرات الآلاف من المشاهدات.

لكن آدم لا يسعى وراء الشهرة، ولا يعتبر نفسه "مؤثّرًا".

يقول آدم: "أشارك رحلتي وتجاربي الشخصية ولكني لا أعتبر نفسي إنفلوينسر أو يوتيوبر".

يعتمد المحتوى الذي يقدمه آدم على تجاربه الشخصية مع بعض البحث في المواضيع التي لم يمرّ بها بنفسه.

"أشعر بسعادة كبيرة حين أشارك معلوماتي عن تجربة مررت بها بنفسي. فيما يخص المواضيع التي لا أعرف عنها الكثير، أقوم بتقديم المعلومات المتاحة على المواقع الحكومية."

يرى آدم أن أستراليا ليست جنة ولا جحيمًا.

"أستراليا بلد جميل ولكنها ليست جنة. بها عيوب ومميزات وعلى كل شخص البحث عما يناسبه حتى لا يندم في المستقبل."

"الهجرة ليست للجميع لأن التأقلم مع الظروف وطريقة الحياة المختلفة ليس في مقدور الجميع."

 أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في  لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك