"اللاجئون المهرة": طريق الاستقرار في أستراليا الذي لا يعرفه الكثيرون

Derar Al Khateib and his family

Deara Al Khateib and his family came to Australia four month ago under a pilot humanitarian program Source: SBS

اللاجئون المهرة الجاهزون للعمل بمجرد وصولهم في واحدة من الوظائف المطلوبة في أستراليا لديهم فرص أكبر من غيرهم للقدوم إلى أستراليا


الصدفة وحدها قادت السوري ضرار الخطيب وعائلته إلى سيدني وتحديدا حي بانكستاون. ضرار البالغ من العمر أربعة وثلاثين عاما يحمل شهادة في هندسة البرمجيات من جامعة دمشق. ولكن مع اندلاع الحرب الأهلية في بلاده اضطر للفرار من مدينة درعا جنوبي سوريا، والتي كانت أحد النقاط الساخنة للصراع المسلح.

ضرار كغيره من أبناء الجنوب ذهب إلى الأردن المجاورة وانضم إلى ثمانين ألف نازح في مخيم الزعتري المكتظ. يوما ما، كان ضرار يتصفح موقع الفيسبوك فوجد إعلان أثار انتباهه لمنظمة تسمى .

عند الدخول على الموقع تجد شعار بسيط يلخص طبيعة هذه المنظمة "اللاجئون المهرة يحتاجون إلى وظائف، والشركات العالمية تبحث عن مواهب، ونحن نوصلهم ببعض."
Screenshot from Talent Beyond Borders website
Talent Beyond Borders Organization front page on the website Source: Talent Beyond Borders
سجل ضرار في موقع المنظمة وخلال أسبوعين تلقى اتصالا يطلب منه القيام بمقابلة مع مواهب بلا حدود. قال ضرار لـSBS Arabic24 "قابلتهم لمدة ساعتين وشرحوا لي ما يفعلونه، وكيف يمكن أن يساعدوني وأساعدهم." وأضاف الخطيب "قالوا لي إن هناك شركة في أستراليا تحتاج إلى شخص مثلي ودعوني للقيام بمقابلة مع الشركة."

كان على ضرار أن يحصل على الوظيفة بنفسه وبناءا على مهاراته. قال ضرار "دخلت في عملية التوظيف كأي شخص عادي، كانت مقابلة صعبة لكني حصلت على الوظيفة." وأضاف "لم تتركني "مواهب بلا حدود"، ساعدوني قبل المقابلة وأجروا لي مقابلات مبدئية وكانوا مفيدين للغاية."

وقال مؤسس مواهب بلا حدود جون كاميرون إن المنظمة تساعد الشركات على الوصول إلى أشخاص يمتلكون كفاءات لكنهم منسيون. وقال كاميرون "يدخلون في عملية توظيف عادية وتنافسية." وأضاف "هذا ليس عمل خيري، الشركات تقوم باستقدام موظفين يملكون مهارات غير موجودة محليا."
Derar Alkhateeb is a qualified software engineer with a Bachelor's degree from the University of Damascus.
Source: SBS
عرضت الشركة على ضرار الوظيفة في قسم تكنولوجيا المعلومات وأرسلت له خطابا رسميا، لكن هذه كانت الخطوة الأولى في رحلة استمرت أكثر من عامين. قال ضرار "الشركة انتظرت لأجد طريق إلى أستراليا، وبدأت "مواهب بلا حدود" في مساعدتي." وأضاف "جربنا في البداية طريق التأشيرة الإنسانية، لكن هذا المسعى فشل بعد عام من المحاولات."

لكن في مارس أذار من عام 2018 قدمت الحكومة الأسترالية تأشيرة جديدة مخصصة للعمال المهرة في مواقع لا يمكن شغلها محليا وهي التي تحمل رقم 482 تحت اسم Temporary Skill Shortage visa. وقال ضرار "على الفور قدمنا على تلك التأشيرة وحصلت عليها."

حصلت برنامج "مواهب بلا حدود" التجريبي على دعم الحكومة الأسترالية. وقال المتحدث باسم وزارة الأمن الداخلي في بيان إن هذا المشروع يتماشى مع الجهود الدولية لتقديم "مسارات تكميلية" مختلفة أمام اللاجئين. وأضاف البيان "ما زالنا نقيم عدد صغير ضمن هذا البرنامج، قبل أن نجري تقييما عند انتهاء هذه المرحلة التجريبية."

ضرار وعائلته كانوا ضمن خمس عائلات وصلوا إلى أستراليا منذ بداية العام ضمن هذا البرنامج. التقى ضرار زوجته في مخيم اللاجئين. تقى لاجئة سورية أيضا ولديهم حمزة البالغ من العمر ثلاث سنوات وليان البالغة من العمر تسعة أشهر.
Derar and his family arrive at Sydney airport.
Derar and his family arrive at Sydney airport. Source: Talent Beyond Boundaries.
وصل ضرار وأسرته إلى سيدني أخيرا ليجد استقبالا حافلا في المطار. وقال ضرار "كان بالمطار أشخاص من مواهب بلا حدود ومن الشركة ومنظمة Refugee Talent." وأضاف "بمجرد وصولنا أخذتني الشركة إلى منزل مؤقت في باراماتا، أقمنا فيه لثلاثة أشهر ثم انتقلنا إلى منزلنا الحالي في بانكستاون."

تقتصر خدمات مواهب بلا حدود على اللاجئين في الأردن ولبنان فقط، ولا تشترط أن يكونوا مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين. وتعمل المنظمة بالتعاون مع شركات في كندا وأستراليا.

جدير بالذكر أن الحكومة الأسترالية ترعى برنامجا آخر لمساعدة اللاجئين من أصحاب المهارات و جاهزين لسوق العمل. البرنامج الذي يحمل اسم Community Support Program يقدم ألف تأشيرة سنويا وتشرف عليه وزارة الأمن الداخلي.

الاستماع إلى المقابلة كاملة باللغة العربية مع المهندس ضرار الخطيب في الرابط أعلاه
تابعوا كل جديد فور حصوله على أثير إذاعة وعبر صفحتنا على 

 

 

 


شارك