النقاط الرئيسية:
- أصيبت عائشة الابنة الأولى لِغوى بمرض نادر أدى إلى وفاتها قبل أن تبلغ الأربع سنوات.
- في عمر التسع سنوات، تبين إصابة محمد الابن الثالث بورم في الدماغ أدى إلى وفاته بعد ستة أسابيع من تشخيصه.
- تم تشخيص عمر أيضاً بورم في الدماغ بعد وفاة محمد لكنه استطاع ان يتغلب عليه، إلا أنه عاد بشكل آخر بعد سنتين وأدى إلى وفاته.
أنجبت غوى طفلتها الأولى عائشة عام 2006، ولكن بعد 17 يوماً من ولادتها توقفت عن الأكل وكان من الصعب إيقاظها.
على الفور أخذها والداها إلى المستشفى، لكن حالتها كامت غامضة بعض الشيء مما استدعى إجراء خزعة من الكبد والطحال والجلد. أظهرت الفحوصات أن عائشة تعاني من مرض نادر اسمه نيسان بيك وهو مرض وراثي يؤثر على قدرة الجسم على نقل الدهون داخل الخلايا الاي تصاب بالعطب وتموت بمرور الوقت.
تقول غوى، "أخبرنا الطبيب أنها بعمر السنتين ستبدأ حالتها بالتدهور، وهذا ما حصل فعلاً".
عائشة ابنة السيدة غوى Source: Supplied
صادف في نفس اليوم سفر زوج غوى إلى لبنان، فطلب الأطباء عودته على الفور لأنهم سيقومون بإيقاف أجهزة التنفس لعدم وجود أي أمل لها بالحياة.
صورة تجمع غوى مع أولادها الأربعة بعد وفاة طفلتها الأولى Source: Supplied
عائشة كانت الحب الأول، شعرت أنني غير قادرة على التنفس وأنني أختنق بعد وفاتها. لجأت إلى أحد الشيوخ الذي نصحني بالدعاء قائلاً أنه ما سيساعد قلبي على الالتئام. كما أنه كان لا بد لي من النهوض من أجل ابني ربيع.
بعد ذلك سافرت غوى وزوجها وطفلهما ربيع إلى لبنان حيث أنجبت طفلها الثالث محمد الذي كان يشبه أخته عائشة إلى حد كبير.
محمد ابن السيدة غوى Source: Supplied
تقول غوى ، "قمنا بنقله على الفور إلى المستشفى حيث أجروا له الفحوصات والتحاليل، وتبين أن لديه ورم في الدماغ، لكنهم قالوا أنه ليس خبيثاً".
لكن حالة محمد أخذت بالتدهور، وفقد القدرة على المشي والطعام. وبعد سبعة أيام طلب الأطباء إجراء خزعة للورم.
بعد دخوله لغرفة العمليات لأخذ الخزعة والتي استغرقت أكثر من الوقت المتوقع. كانت الصدمة الكبيرة إذ تبين وجود ورم سرطاني خبيث جداً.
قال لي الطبيب لم أر في ورماً سرطانياً من هذا النوع في تاريخي المهني منذ عشرين عاماً.
Source: Supplied
لكن أحد الأطباء نبه غوى قائلاً أنه لا فائدة من إدخاله الغيبوبة لأنه لا أمل من شفائه وأنه سيعيش لمدة خمسة أسابيع فقط.
هنا رفضت غوى الأمر لأنها لم ترد لابنها أن يتعذب في أيامه الأخيرة. وبعد انقضاء عدة أسابيع وفي تاريخ الثاني من شباط/ فبراير 2019 الذي يصادف يوم ميلاد لؤي أخ محمد، بدأت أجهزة الإنعاش تنذر باقتراب موت محمد.
بدأت بالصراخ عليه كالمجنونة، لن تموت اليوم لن تفارق الحياة يوم ميلاد أخيك، وبالفعل بقي صادماً حتى اليوم التالي إلى أن أسلم الروح بعد أن ودعته بحرارة وحرقة.
محمد مع أخيه الأصغر عمر Source: Supplied
لم أخبر عمر بما يعانيه، قلت له أنه بعاني من التهاب جانب الأذن وعليه أن يخضع للعلاج الإشعاعي. وبالفعل نجح العلاج في القضاء على الورم.
بعد مرور سنتين، عانى عمر من وجع في البطن. وهنا شعرت غوى أن هناك خطب ما، فأخدته إلى المستشفى فوراً، وكان حدس الأمومة صائباً. لقد أظهرت التحاليل والفحوصات إصابة عمر بسرطان الغدد اللمفاوية غير هودجكين.
عمر في المستشفى Source: Supplied
بدأت حينها سلسلة العمليات المتتالية، إلى أن استسلم الأطباء وطلبوا أخذه إلى المنزل لعدم قدرتهم على فعل أي شيء إضافي.
أعادت غوى ابنها عمر إلى المنزل يوم ميلاده بعد أن قرع جرس الشفاء في المستشفى معتقداً أنه تماثل للشفاء.
كان فرحته عارمة بقرع جرس الشفاء بعد خضوعه لثمانية عشر عملية، في الوقت الذي كنت أختنق فيه، لكنني لم أظهر هذا الشيء أمامه.
السيدة غوى مع ابنها عمر Source: Supplied
لكن القدر المرير كان لا بد منه، فقد تسبب العلاج الكيميائي بضرر كبير لقلب عمر الصغير وكبده، مما استدعى نقله إلى المستشفى مجدداً حيث أسلم الروح بعد ثلاثة أسابيع.
بعد كل هذه المآسي التي تعرضت لها غوى، تقول اليوم أنها تعيش لأجل ولديها المتبقيين لكنها تنتظر لقاء أولادها الثلاثة في الجنة.
لدي ولدان على الأرض أعيش لأجلهم، وثلاثة في الجنة أنتظر لقائهم.
السيدة غوى مع ولديها اليوم Source: Supplied
تقول غوى، "أعمل كثيراً على صحتي النفسية من خلال الخروج إلى الطبيعة والمشي على شاطئ البحر وتحت المطر، ولولا ذلك لانتهى بي الأمر في المصح العقلي".
تعرفوا على تفاصيل هذه القصة المؤثرة في التسجيل الصوتي المرفق أعلى الصفحة.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على