النقاط الرئيسية:
- انفصلت زينة عن زوجها بعد زواج دام تسع سنوات لتكمل مسيرة حياتها وحيدة مع ابنها.
- تنقلت زينة ما بين الكويت وأستراليا والإمارات سعياً وراء ما هو أفضل لها ولابنها.
- دخلت زينة مجال علم النفس بعد التجارب القاسية التي مرت بها لأنها رأت ضرورة هذا الأمر للقادمين الجدد إلى أستراليا لا سيما من الجاليات العربية.
زينة جواد لبنانية من قرية باريش الجنوبية في قضاء صور، لكنها ولدت ونشأت في مدينة بيروت ضمن عائلة كبيرة، وكغيرها من اللبنانيين عاشت تجربة الحرب اللبنانية بكل مآسيها.
عشت الحرب اللبنانية وحرب الميلشيات والقتل على الهوية والهرب إلى الملاجئ ورأيت الكثير من الويلات أمام عيني.
قرر أهل زينة الهجرة إلى أستراليا في ذلك الوقت، لكن سفر الفتاة إلى أستراليا لم يكن فكرة محبذة لهم، لا سيما أن زينة كانت في عمر الزواج. عندها قاموا بترتيب زواجها من أحد أقاربها الي خُطبت له في سن السابعة عشرة.
هنا ذهب كل في طريقه، سافر الأهل إلى أستراليا قبل إتمام الزواج في حين أتت الفرصة لزينة وزوجها المستقبلي للسفر إلى الكويت.
أمضت زينة مع زوجها حوالي تسع سنوات قبل أن يقع الانفصال، فاضطرت لمواجهة تجربة جديدة ومعاناة مريرة مع ابنها الوحيد الذي كان ثمرة زواجها الذي لم يُكتب له الاستمرار.
Source: Supplied
شعرت أنني أعيش فيلم رعب، عمليات سطو في وضح النهار، انقطاع الكهرباء والماء الذي بتنا نملأه في الطناجر، لأننا كنا في عز الصيف حيث تصل الحرارة إلى خمسين درجة.
هنا كان لا بد من الهرب، فنسقت زينة مع إحدى صديقاتها السعوديات التي كانت تعمل في الكويت للهرب إلى المملكة العربية السعودية. لكن هذه الرحلة لم تكن باليسيرة أيضاً، إذ انطلقوا في الصحراء كالكثيرين الذين كانوا يحاولون الهرب في ذلك الوقت.
صادف ذلك اليوم وجود عاصفة رملية حجبت الرؤية وكان ذلك من حسن حظنا. اضطررنا للتنكر بثياب رجالية، لأن القيادة كانت ممنوعة على النساء في السعودية إلى أن وصلنا إلى الحدود.
Source: Supplied
هنا استقلت زينة الطائرة مع ابنها وتوجهت إلى اليونان حيث تفاجأت بوسائل الإعلام بانتظارهما كأول شخصين قادمين من الكويت، وفي اليوم التالي كانت صورهما تملأ الصحف المحلية وشاشات التلفاز.
لم يحالف الحظ زينة في اليونان أيضاً نظراً للوثائق الكثيرة التي طًلبت منها، والتي كان من المستحيل الوصول إليها في لبنان حيث كان المطار مغلقاً بسبب الحرب التي كانت دائرة هناك آنذاك.
بقيت زينة في اليونان إلى أن فتح المطار، وتمكنت من نقل طلبها إلى السفارة الأسترالية في سوريا. ذهبت زينة إلى السفارة في سوريا معتقدقة أنه موعد اعتيادي، ولكن لحسن حظها بعد مقابلة السفير الذي لفتته إحدى الإجابات في طلبها تم منحها التأشيرة في اليوم نفسه.
كانت صدمة كبيرة، لم أصدق أنني حصلت على التأشيرة وسأذهب إلى أهلي في أستراليا الذين تفاجئوا أيضاً بما حصل.
Source: Supplied
في أول يوم أوصلت ابني فيه إلى المدرسة شعرت أنني أطير، شعرت أن التجارب التي مررت بها جعلتني شخصاً متحرراً وأنني في بلد يوجد لي فيه كيان حر، فشعرت أن لي أجنحة وقدماي لا تطآن الأرض.
رغم الشعور بالحرية والاستقرار الذي منحته أستراليا لزينة، إلا أنها لم تتمكن من التأقلم مع نمط الحياة الاجتماعية، إذ لا أصدقاء ولا أماكن يمكن الذهاب إليها في ذلك الوقت، وكانت لا تزال في مقتبل العمر وأهلها لا يحبذون خروجها ليلاً. أصيبت زينة بالإحباط، فهي لم تكن تريد أخذ الشهادة والعمل فقط، بل تريد عيش حياة اجتماعية طبيعية أيضاً.
Source: Supplied
لم يكن أمامي سوى قرار ترك أستراليا عام 1999، والذهاب إلى الإمارات العربية المتحدة للعيش والعمل هناك. وما زلت حتى اليوم سعيدة بهذا القرار الذي اتخذته آنذاك.
لكن أحد الأسباب الرئيسية لترك زينة لأستراليا وهو خوفها على ابنها، هو ما أعادها إليها عام 2014 عندما حان وقت دخوله الجامعة لإكمال دراسته.
بعد العودة مجدداً إلى أستراليا والعمل لسنوات في مجال شؤون الموظفين في الإمارات، وجدت زينة أنه لم يعد لديها رغبة في العمل بهذا المجال. عندها أخذت القرار بدخول عالم علم النفس لا سيما بعد التجارب الكثيرة التي مرت بها والتي هي مشابهة لتجارب كثيرين من اللاجئين والقادمين الجدد إلى أستراليا، فأكملت الدبلوم في اختصاص علم النفس.
بدأت زينة بالعمل في المجلس الأسترالي العربي الذي عرفها أكثر على احتياجات الجالية العربية، ثم افتتحت عيادة صغيرة في إحدى العيادات في منطقة ليفربول.
نتيجة لعمل زينة في هذه العيادة، وُلد لديها حافز بأن تفتح عيادتها الخاصة التي تقدم خدمات الصحة النفسية وعلاج النطق والعلاج الوظيفي ومعظم رواد هذا المركز اليوم هم من الجالية العربية.
استمعوا إلى قصة الاستشارية النفسية زينة جواد في التسجيل الصوتي المرفق أعلى الصفحة.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على وأندرويد.