صرخة أم لبنانية: "6 أرغفة من الخبز تباع بـ 11 ألف ليرة، و"عالخبزة والزيتونة" باتت من الكماليات!"

A shot of the old Souks market in Saida, Lebanon, February 28 2022.  Conflict between Russia and Ukraina, which provides about 60% of Lebanon's wheat imports, risks to send prices to a high.

The fear of a further hike in food prices alarmed economic crisis-hit Lebanon (Photo by Elisa Gestri/Sipa USA) Source: Elisa Gestri/Sipa USA

انهيار اقتصادي كارثي يشهده لبنان وصف "بانهيار القرن" وبات الحد الأدنى للأجور لا يلامس مبلغ 27 دولاراً أميركيًا في الشهر، وهذا مبلغ لا يؤمن أدنى مقومات الحياة الكريمة للأسرة، فكيف يصمد المواطن اللبناني اليوم؟


فيما يشير الخبراء الى أن اقتصاد لبنان "قد لا يعود إلى ما كان عليه" والتعافي "يحتاج الى عقدين" من الزمن على الأقل، المواطن اللبناني الذي لم يتمكن من الهجرة القسرية التي فرضت عليه، يجد نفسه في مواجهة أسوأ أزماته الاقتصادية.


النقاط الرئيسية:

  • بات المواطن اللبناني في خضم الأزمة الاقتصادية يبحث عما هو الأرخص ليبقى على قيد الحياة اما الخوف الأكبر الذي يطارد كل لبنانية ولبناني فهو الأمن الصحي
  • يفرض على الزبائن دفع نصف قيمة الفاتورة نقدًا وترك الخيار لدفع النصف المتبقي عبر البطاقة المصرفية عند الشراء في السوبرماركت
  • بات الحق بالتعليم مهددًا ايضًا مع زيادة كلفة الأقساط المدرسية، وفرضت بعض المدارس الخاصة نسبة من أجمالي القسط بالدولار الأمريكي

أصدر البنك الدولي بيانًا صحفيًا، في أواخر شهر كانون الثاني/ يناير جاء فيه أن الانهيار الاقتصادي في لبنان يجعله من بين العشرة الأوائل، وهو أكبر ثلاث حالات محتملة على مستوى العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر، مضيفًا أن الكساد كان سببًا عمدًا من قبل النخبة في البلاد.
A shot of the old Souks market in Saida, Lebanon, February 28 2022.
Lebanon's economic crisis escalates amidst the fear of a further hike in food prices alarmed crisis-hit Lebanon (Photo by Elisa Gestri/Sipa USA) Source: Elisa Gestri/Sipa USA
وجاء في البيان الصحفي أن "الكساد اللبناني المتعمد هو من نسق النخبة في البلاد التي استولت على الدولة منذ فترة طويلة وعاشت على ريعها الاقتصادي".

نقلت السيدة ليال جرجس حنا وهي أم لطفلين، مشهد الانهيار الاقتصادي من الداخل اللبناني وعدم قدرة المواطن اللبناني على الصمود في هذه الأزمة غير المسبوقة، فباتت العملة اللبنانية ورقًا بلا قيمة شرائية إذ تقول حنا:
بصراحة نحن لسنا على قيد الحياة. نحن ناجون بتنا نبحث عن الطعام الأرخص لنصمد
تعيش حنا في بلدة إدة البترونية في محافظة الشمال، وفي خضم العاصفة وانقطاع الكهرباء باتت التدفئة من الكماليات:
الحرارة الآن تلامس الصفر، وشهدنا اليوم انقطاعًا تامًا في الكهرباء وبتنا مضطرين للتدفئة على الوسائل التقليدية كالفحم والكاز
وضعتنا حنا في تفاصيل الفاتورة الأساسية التي يدفعها المواطن اللبناني من الرغيف الى التدفئة قائلة: "6 أرغفة من الخبر تباع بـ 11 الف ليرة، فالفقير الذي كان يعيش "عالخبزة والزيتونة" كيف يقتات اليوم؟"
وأردفت مفصلة أسعار السلع الأساسية: "بلغ سعر كيلو اللبنة 45 ألف ليرة، الحليب المجفف بـ 200 الف ليرة، 2 ليتر من الزيت بـ 160 الف ليرة والخسة الواحدة قيمتها 18 الف ليرة، فصحن الفتوش بات موجعًا".

أما كلفة المولد الكهربائي فتبلغ بحدها الأدنى 1,300,000 ليرة لبنانية في الشهر.

وتقول حنا أن جودة الأصناف غابت وبات المواطن يبحث عن الأرخص ليبقى على قيد الحياة اما الخوف الأكبر الذي يطارد كل لبنانية ولبناني فهو الأمن الصحي إذ تقول:
بات خوفنا الأكبر هو المرض وأدنى كلفة زيارة الطبيب قيمتها 500 ألف أما فاتورة الاستشفاء فتصل الى 30 مليون في حالة الجراحة وهذه قيمة فرق الضمان الصحي فقط
أما القدرة على الدفع بواسطة البطاقة المصرفية عند شراء الطعام من المتاجر الكبرى فبات من الماضي مع فرض السوبرماركت على الزبائن دفع نصف قيمة الفاتورة نقدًا وترك الخيار لدفع النصف المتبقي عبر البطاقة المصرفية.
ومع زيادة كلفة الأقساط المدرسية بات الحق بالتعليم مهددًا ايضًا، فبعض المدارس الخاصة فرضت نسبة من إجمالي القسط بالدولار الأمريكي، وفي هذا الإطار تقول حنا: "أزمة المدارس التي نعيشها اليوم ستظهر نتائجها لاحقًا لا سيما أن التعليم الرسمي في حالة شلل".

صرخة حنا الأم، ومع حدة ألمها، لا توازي معاناة كبار السن الذين كرسوا شبابهم لعيش شيخوخة كريمة وها هم اليوم عاجزون تمامًا عن الاستفادة من جنى عمرهم المحتجز في المصارف اللبنانية.

هذا وعمّقت كارثة انفجار المرفأ وتفشي فيروس كورونا الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ صيف 2019 حيث بات أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 في المئة من قيمتها أمام الدولار، فيما ارتفعت أسعار مواد أساسية بأكثر من 700 في المئة فيما ازدادت معدلات الهجرة بنسبة 346%  بحسب تقارير عام 2021، حيث باتت الملاذ الوحيد على وقع الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
لمعرفة المزيد، اضغط على الملف الصوتي أعلاه.

شارك