"مناورة أخرى": بين جحيم ترامب وضغط الداخل، هل يرضخ نتنياهو مجبراً لشروط الهدنة؟

Media (2).jfif

Wahington based political analyst, columnist & commentator Tarek El-Shamy/ FILE - Israeli protesters call for Hamas to release hostages outside the Ministry of Defense headquarters in Tel Aviv, Israel, on Dec. 17, 2024

يحقق ملف وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن تقدمًا ملحوظًا في المباحثات التي عقدت في الدوحة، مع قبول مبدئي أبدته حركة حماس بعد أن سلّمت قطر إسرائيل وحماس مسودة نهائية لاتفاق لإنهاء حرب غزة. من المتوقع أن تطلق حماس سراح 33 رهينة خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل لمدة 42 يومًا. فيما تعتبر إسرائيل ان ثلث الأسرى قد ماتوا، لكن جثثهم لا تزال محتجزة لدى حماس كورقة تفاوض، ما مصير 100 أسير تم أسرهم بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ؟ وهل ممكن ان تعود المفاوضات الى نقطة الصفر ؟


أعرب الرئيس الأمريكي جو بادين المنتهية ولايته عن ثقته من أن الأطراف باتت على مقربة من إبرام اتفاق هدنة في قطاع غزة في المحادثات الأخيرة في الدوحة والتي شارك فيها رئيسا الموساد والشاباك الإسرائيليين، ورئيس وزراء قطر، وستيف ويتكوف، الذي سيصبح مبعوثًا للولايات المتحدة عندما يتم تنصيب السيد ترامب الأسبوع المقبل.

أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عن "ثقته" في التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، مؤكدًا أن إدارة بايدن "ستعمل في كل لحظة من كل يوم" حتى نهاية الولاية الرئاسية من أجل التوصل إلى صفقة تسمح بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.

يتابع الكاتب والمحلل السياسي في واشنطن الأستاذ طارق الشامي بترقّب، الساعات الأخيرة الحاسمة التي ستكشف مصير صفقة الرهائن معتبرًا ان هذه المفاوضات تختلف عن كل المحاولات السابقة التي كانت تفشل بسبب عوامل عدة من بينها عدم قدرة إدارة بايدن على حسم الأمور معنبرًا ان خضوع نتنياهو لليمين المتشدد الذي كان يهدد بالاستقالة وتعريض حكومة نتنياهو الائتلافية للمسائلة حول أحداث السابع من أكتوبر، بالإضافة الى موقف الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن التي كانت أضعف من أن تمارس ضغطا حقيقيًا على إدارة نتانياهو خوفًا من الخضوع لليسار الديمقراطي.
في ضوء هذه المعطيات، يرى الشامي ان هذه المفاوضات تمتلك فرصة حقيقية للنجاح اذ يقول:

" مع نهاية فترة حكم بايدن في العشرين من الشهر الجاري وتنصيب الرئيس ترامب الذي هدد بالجحيم المرة تلو الأخرى، يبدو أننا نقترب من اتمام هذه الصفقة بالنظر الى التصريحات الإيجابية الصادرة عن المسؤولين الأميريكيين".

يشرح الشامي ان تبدّل المعطيات داخل إسرائيل يلعب دورًا إيجابيًا في حلحلة هذا الملف الشائك موضحًا:

" يبدو ان البديل وُجد للتحالف الديني المتشدد والذي يضمن بقاء نتنياهو في الحكم مع بعض الأحزاب الأخرى منها الأحزاب العربية، الذين قدموا شبكة الضمان له في الأيام الأخيرة، ما جعله اكثر مرونة امام ضغوط اليمين المتشدد وخصوصًا وزير المالية سموتريتش، ووزير الأمن القومي بن غفير المعارضان هذه الصفقة".
 
يبدو أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لم يترك خيارًا للتأرجح في هذا الملف وهو الذي أطلق تحذيرًا واضحًا بجحيم سيفتح ما لم يطلق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة، قبيل تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير، ما قوبل بردٍّ من قبل حركة حماس والتي دعته إلى الانضباط وعدم التسرع مع دعوة "للعمل على وقف الحرب بدلا من التهديد".

وعما إذا كان هذا التصعيد من قبل ترامب استوجب هدنة ليست سوى ضمادة مؤقتة بعيدة عن اي اتفاق شامل،أجاب الشامي:

ما يفعله نتنياهو الآن قد يكون مجرد مناورة أخرى من مناوراته
"ربما لا يريد أن يكون مع أحزاب ائتلافيه أخرى ليست من اليمين المتشدد الإسرائيلي الذي استطاع أن يمارس سياساته طوال الأشهر الماضية من هذه الحرب المدمرة، وهذه الأعداد الضخمة من القتلى والمصابين".

ويتابع الشامي موضحًا:


"ربما يقنعهم بأن هذا مجرد "تكتيك سياسي" للإفراج على عدد محدد من المحتجزين لدى حماس لحين تحقيق بعض الأهداف الأخرى".

في سياق متصّل يشرح الشامي أن نتنياهو امام موقف صعب اذ فشل حتى اللحظة بتحقيق أيَّا من الأهداف الثلاثة التي بدأت بعد السابع من اكتوبر، وأبرزها القضاء على حركة حماس موضحًا:

حماس ما زالت موجودة، تفاوض وتقاتل، ولم تتوقف عن إطلاق الصواريخ من حماس على غلاف قطاع غزة

"وسبق لنتنياهو ان اعلن ان الحرب لن تتوقف الحرب إلا حينما تتوقف حماس عن إطلاق الصواريخ والنقطة الأخيرة والأهم كانت ملف المحتجزين الذي ما زال عالقًا رغم الافراج عن جزء منهم".

 هذا وقال روبي تشين، التي قُتل ابنه إيتاي تشين في 7 أكتوبر وتم نقل جثته إلى غزة، فإن الافتقار إلى المعلومات الملموسة يظل محبطًا للغاية:

"لقد علمنا هذا الصباح أن هناك تقدمًا نحو التوصل إلى اتفاق. تشعر الأسر بالقلق ولا تفهم بالضبط ما يحدث. لم نتلق أي توجيهات من حكومة إسرائيل حتى الآن."

هل ستتم هذه الصفقة ام لا؟ وهل ممكن ان تعود المفاوضات التي تتأرجح مكانها ومنذ اشهر الى نقطة اللاعودة؟

الإجابة مع الكاتب والمحلل السياسي طارق الشامي في واشنطن ، في الملف الصوتي أعلاه.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغط على .

 

استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على  وعلى القناة 304 التلفزيونية.

أكملوا الحوار على حساباتنا على SBSArabic24 و و

اشتركوا في  لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

 

شارك