بدأت تتكشف التداعيات الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا الذي أثر بشكل كبير على الحركة السياحية في العالم وحتى في أستراليا التي على ما يبدو قد تصل فيها قيمة الخسائر إلى ملياري دولار.
الخبير في الشؤون الاقتصادية رضوان حمدان رأى أن تأثّر الاقتصاد الأسترالي سلبياً أمر لا مفرّ منه فـ"الصين هي أهم شريك تجاري لأستراليا وهي تستقبل ما يعادل 40% من الصادرات الأسترالية أي ما قيمته أكثر من 120 مليار دولار ومعظم هذه الصادرات من المواد الخام كالحديد والفحم الحجري".
إضافة إلى الحركة التجارية بين البلدين، لا يجب أن ننسى مساهمة السياحة الصينية في الاقتصاد الأسترالي كما أن الطلاب الذين يأتون للدراسة في أستراليا يمثلون نسبة لا يستهان بها من اجمالي الطلاب الأجانب في الجامعات الأسترالية. وبحسب ما يشير حمدان: "قيمة قطاع السياحة الصينية والتعليم الصيني في أستراليا يضاهي 30 مليار دولار".وأضاف حمدان أنه لا يمكن تكهّن حجم الخسائر "لأننا لا نعرف مدى جدية الفيروس داخل استراليا فعدد الحالات الموجودة حالياً لا يتجاوز الخمس ولكن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي خلق جواً من الترقب والحذر المشكلة قد لا تكون بالحجم الذي تصوّره وسائل الإعلام ".
Medical staff in Wuhan, China take a patient suspected of carrying a new corona virus into hospital. Source: EPA/STRINGER CHINA
وبالرغم من أن نسبة الوفيات والإصابات في الصين ليست كبيرة مقارنة مع عدد سكان الصين الذي يفوق المليار و300 مليون نسمة إلا أن التدابير الصارمة التي اتخذتها الحكومة الصينية أدت إلى شلّ الحركة في مناطق عدّة بحيث انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور للطرقات الفارغة والمطارات المغلقة، ومحطات القطارات المقفلة. ويرى رضوان أن "هذه التطورات لا شك تحمل أخباراً سيّئة للإقتصاد الصيني وبالتالي للإقتصاد في أستراليا التي لم تلملم جراحها بعد إثر الحرائق الكارثية التي ستبلغ كلفتها على الاقتصاد الأسترالي نحو 4 مليار دولار".
اقرأ المزيد
ما هو المصدر الأصلي لفيروس كورونا الجديد؟
ويشرح الخبير الاقتصادي: " فيروس الكورونا سيكون لديه تبعات أولا على الاستهلاك داخل الصين الذي سيتراجع مما سيؤدي حتماً إلى تراجع نمو الاقتصاد الصيني...وهذا سيكون لديه تأثير جدي وسلبي على اقتصادنا في استراليا ولكن ربما سيكون هذا بشكل مؤقت إلى حين تكشّف جدية انتشار المرض".
وتحدّث حمدان عن تردد الناس في زيارة المراكز التجارية في أستراليا خوفاً من انتشار المرض في الأماكن العامة: "هناك جو سلبي بالإجمال سيكون لديه ردة فعل عكسية على اقتصادنا وقد بدأت هذه التداعيات تظهر فقد رأينا سوق الأسهم الأسترالية تراجعت أمس 1.5 % كما تراجع الدولار الأسترالي ليصل الى 67.5 وكل هذه الأمور تؤدي الى اهتزاز في ثقة المستهلك".
وتأتي هذه الضربة للاقتصاد العالمي بعد أقل من أسبوع على إعلان بنك النقد الدولي عن تعافي الاقتصاد العالمي بعد أن تم التوصل إلى حل مشكلة بريكست وأزمة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.