أسما، امرأة فلسطينية نشأت في غزة، تحمل في قلبها ذكرى وطنها وأحلامها التي لم تنطفئ رغم المسافات الطويلة. وصولها إلى أستراليا لم يكن مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل كان بداية جديدة لأمل وطموح يعكسان قوة إرادتها وإصرارها على نقل ثقافتها إلى العالم.
بعد أن تمكنت من الانضمام إلى أفراد من أسرتها في أستراليا، وجدت أسما نفسها في مدينة سيدني، حيث بدأ الفصل الجديد من حياتها.
إلا أن شعورها بالفراغ كان كبيرًا، خاصة بعدما تركت وراءها في غزة أهلها وحياتها اليومية، بكل تفاصيلها الصغيرة التي تشكل جزءًا من هويتها.
عن تلك البدايات قالت لأس بي أس عربي: "شعرت بفراغ كبير عندما وصلت إلى أستراليا. تركت خلفي في غزة أهلي وتفاصيل حياتي. فكرت كيف يمكنني كفلسطينية إيصال ثقافتي للشعب الأسترالي. قررت أن أبدأ بصنع الكعك والمعمول لهذه الغاية، لإيصال رسالة حياة ولنشر ثقافتي الفلسطينية."
لكن أسما، التي تحمل في قلبها حب الثقافة الفلسطينية، قررت أن تبتكر وسيلة جديدة للبقاء على اتصال بوطنها الذي لم تفارقه حتى في الغربة، فصناعة المعمول بالنسبة لها ليست مجرد نشاط تجاري، بل هي وسيلة للتواصل مع جذورها الفلسطينية، وإعادة إحياء ذكريات العيد التي كانت تملأ بيتها في غزة.
نكهة العيد في غزة مختلفة. نبدأ بتحضير ملابس العيد. أجتمع مع والدي وأخواتي لصنع المعمول والكعك. كانت أجواء مليئة بالفرح. كنا نضحك طوال الوقت ونتناقل وصفات الجدات
بدأت أسما مشروعها الصغير في صناعة الحلويات بعد ثلاثة أيام فقط من وصولها إلى أستراليا. "بعد 3 أيام من وصولي، كان هناك معرض لأهل غزة وكانت قريبتي مشاركة، وقررت أنا أيضا المشاركة. كانت بداية موفقة لمشروعي." ومن هنا بدأ حلم أسما يتحقق تدريجياً. "تعرفت على الكثير من الناس ودعموني في نشر صحفتي والتسويق لعملي."
ورغم التحديات التي واجهتها في بداية المشروع، مثل نقص بعض المواد التي تحتاجها والتجارب الفاشلة، كان دعم عائلتها وحبها لفكرتها دافعًا قويًا للاستمرار. "لم تكن كل المواد التي أحتاجها متوفرة في البداية، ولكن دعمتني عائلتي إلى أن تحسن وضع المصلحة التجارية الناشئة."
LISTEN TO

الوزيرة الفلسطينية فارسن أغابكيان لأس بي أس عربي: الموقف العربي "محل تقدير" وحل الدولتين لا يزال ممكناً
SBS Arabic
10/03/202519:08
مشروعها الذي أطلقته تحت اسم "يافا" ليس مجرد عمل تجاري، بل هو رمز للهوية الفلسطينية التي تمثلها أسما، وهي التي تعود جذورها إلى مدينة يافا قبل تهجير أجدادها. تقول أسما: "أطلقت اسم يافا على مشروعي لأنني أصلاً أتحدر من هناك، وأجدادي تعرضوا للتهجير."
اليوم، تعتبر أسما أن مشروعها هو أكثر من مجرد مصدر دخل، فهو أيضًا وسيلة للحفاظ على تقاليدها الفلسطينية وتعريف المجتمع الأسترالي بها. "أنا أهرب من الواقع المؤلم في غزة إلى مطبخي وعالم صناعة الحلويات. أهلي ما زالوا هناك. أفرغ طاقاتي في العمل. أنا أرغب في مساعدة أهلي في القطاع وإكمال مشواري هنا."