تحدثنا مع الدكتور حمزة قطرانجي، الطبيب وخبير الصحة الرقمية، وسكرتير جمعية "جيران"، التي تحمل اسماً يعكس القيم العربية الأصيلة من الجيرة والتضامن بين أفراد المجتمع. في حديثه، أعرب الدكتور حمزة عن مشاعر متناقضة تراوحت بين التفاؤل والقلق. من جهة، هناك شعور بالفرح لانتهاء حكم دام أكثر من 53 عاماً، ومن جهة أخرى، يشعر الكثيرون بالقلق من المستقبل والغموض الذي يكتنف الوضع في البلاد.
مظاهر الاحتفال في سوريا: مشهد تاريخي
في يوم السبت الماضي، شهدت ساحات المدن السورية احتفالات ضخمة بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة للثورة. الدكتور حمزة، الذي تابع هذه الاحتفالات عن كثب، أكد أن المشهد في دمشق كان تاريخيًا بشكل خاص، حيث قامت المروحيات العسكرية بإلقاء الورود على المتظاهرين في ساحة الأمويين. هذا المشهد غير المعتاد كان بمثابة تحوّل رمزي، يعكس الأمل في مرحلة جديدة بعد سنوات من العنف والصراع.
أحداث الساحل السوري: بين الحزن والقلق
ومع ذلك، لم تخلُ هذه الفترة من أحداث محزنة، خاصة بعد الهجمات الأخيرة في الساحل السوري. أحداث صادمة وضعت الجميع في حالة من الحزن العميق. الدكتور حمزة تحدث عن مشاهد مؤلمة مثل مسيرات أمهات شهداء قوات الأمن، التي أكدت حجم الألم والدمار الذي أصاب الشعب السوري على مختلف أصعدته. لكنه أضاف أنه في قلب هذه المعاناة تكمن الأمل والفرص لبناء سوريا جديدة قائمة على العدالة والمساواة للجميع، بلا تمييز أو كراهية.
LISTEN TO
"مئوية عبقري كنت أناديه جدّي": الكبير منصور الرحباني في عيني الحفيد عمر ورحلة في حنايا ذاكرة القلب
SBS Arabic
17/03/202543:40
التحالف السوري-الأسترالي: أمل في المستقبل
وفي خطوة نحو تعزيز التعاون بين السوريين في أستراليا وسوريا، أعلن الدكتور حمزة عن مشروع "التحالف السوري-الأسترالي". المشروع يسعى إلى دعم سوريا في مرحلة تحولها، من خلال الاستفادة من خبرات السوريين في أستراليا في مجالات متنوعة مثل الزراعة والطب والتعليم. الدكتور حمزة أكد أن هذه المرحلة تتطلب الدعم من جميع الدول الفاعلة، وخاصة من أستراليا، التي تتمتع بإمكانات كبيرة في العديد من المجالات.
رسالة الأمل والتضامن:
وفي ختام حديثه، أكد الدكتور حمزة على أن المرحلة المقبلة تتطلب من جميع السوريين في الداخل والخارج أن يعملوا معًا لبناء سوريا جديدة. "نحن بحاجة إلى دعم جميع الأطراف لبناء مجتمع مدني حقيقي، بعيدًا عن الكراهية والتفرقة، حيث يتاح للجميع فرص متساوية". وأضاف أن الأمل قد عاد بعد سقوط النظام، وأن هناك فرصة حقيقية لبناء دولة جديدة قائمة على العدالة والكرامة.
رسالة التضامن من أستراليا:
في سياق متصل، عبر عدد من الأستراليين السوريين في المدن الأسترالية الكبرى مثل سيدني وملبورن وبريسبان عن تضامنهم مع سوريا، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد ومكوناتها الاجتماعية المتعددة. كما طالبوا بضرورة العمل على تحسين أوضاع اللاجئين السوريين في الدول المجاورة، وأكدوا على أهمية إيصال صوتهم إلى السلطات الأسترالية للمساعدة في إيجاد حلول للأزمة السورية.