بحسب التعداد السكاني الأخير عام 2022 أفاد 367,159 شخص من أبناء الجالية بأنهم يتحدثون لغتهم الأم في المنزل، مما يجعل العربية ثالث أكثر لغة استخداماً في المنازل بأستراليا. ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 14.1% عن عام 2016 حين جرى التعداد السكاني السابق.
يحتفى باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر من كل سنة، احياء لليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة عام 1973، ما يشكل فرصة ثقافية لتعزيز الوعي العالمي حول أهمية اللغة العربية كلغة أم، إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم.
هاجرت الزميلة كرسيتال باسيل الى استراليا عام 2022 بعد زواجها، حاملة تحصيلها العلمي وتخصصها بعلم الكيمياء الحيوية، وسرعان ما وجدت نفسها تلبي دعوة لإحياء حصة تعليمي خارج المنهج الدراسي، لا في تخصصها، بل في اللغة العربية لغير الناطقين بها في مدرسة Santa Sabina.
"لم أصدق ان أجد في استراليا اقبالًا كبيرًا على اللغة العربية وحبًّا لتعلم اللغة فاضطررنا لوضع بعض الطلاب على قائمة الانتظار".
اختارت باسيل أن توسع آفاق تعليمها للغة تتخطي النحو والصرف، لتغرس بذلك بذور الثقافة العربية الكنز لتطلق على مركزها اسم Culture & Language Academy of Sydney الذي يشكل واحة ثقافية لمختلف الأعمار الراغبين في اكتشاف معالم اللغة والثقافة كما الموسيقى العربية.
هي التي اضطرت على توقيف مسارها المهني عبر اس بي اس عربي لأسباب صحيّة، هي أطلقت الحلقة التربوية بعنوان في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 لتطلق مع طالبين فتضم الى صفوفها اليوم أكثر من 35 طالبًا من مختلف الأعمار والخلفيات الإثنية.
Christelle Bassil with some of her students
اختارت باسيل ان تعتمد منهجًا تفاعليًا تماشيًا مع العصر لتجعل عملية التعلّم متعة لغير الناطقين باللغة العربية اذ تقول:
كان لا بد من تقديم المعلومة بطريقة مبسطة وسريعة كي لا يمل الطالب لذا ابتعدت عن الطرائق التقليدية واعتمدت على المنهجية التفاعلية، التكنولوجيا والنشاطات
تجول مع طلابها على القرى اللبنانية، تكتشف معهم المعالم الأثرية وتحيي التقاليد لتعرفهم على حضارة تنطق في طبق وأغنية ولتعرفهم على معالم الوطن الأم من وجوه إبداعية.
في هذا الإطار تقول باسيل:
اعرفهم على فيروز، صباح، المنقوشة والدبكة
توقفت كريستال باسيل عند التحديات الأبرز التي تواجه الطلاب سيما وان اللغة المحكية تختلف تمامًا عن لغة النحو ليجد الطالب ذاته تائهَا بين لغة الأجداد والقواعد والنحو اذ تقول:
"تكمن الصعوبة الأكبر في القواعد وتصريف الأفعال كما مخارج الحروف، وما يزيد الأمر تعقيدًا عدم محادثة الأهل مع أبنائهم باللغة العربية".
وفي غياب البرامج التلفزيونية باللغة العربية، تصبح مسألة التمرس أكثر صعوبة سيما وان التمرين يقتصر على الحصة الأسبوعية.
باسيل التي ترافق طلابًا من فئات عمرية مختلفة تتراوح بين الثلاث سنوات حتى 48 سنة، كيف أغنتها هذه الخبرة؟ وماذا قال الطلاب أنفسهم عن دروس اللغة العربية؟
الإجابة في الملف الصوتي أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على وعلى القناة 304 التلفزيونية.