النقاط الرئيسية
- في ذلك الوقت، حتى تحافظ على حياتك في لبنان، يجب أن تخرج من البلد.
- تصف لحظة عملها في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بأنها " لحظة خير، ياليتني عملت بها من زمان".
- تنصح المهاجر الجديد بأن يندمج في أستراليا ويبنيها لأنها فتحت له أبوابها دون أن ينسى جذوره.
في حديثها مع أس بي أس عربي24، سردت سمر الحارس رحلة الهجرة إلى أستراليا منذ البدايات قائلة:" قرار الهجرة لم يكن سهلاً، لكنني قررت وزوجي أخذ ابنتي بعمر الثمانية أشهر ومغادرة طرابلس بعد الحرب الأهلية في لبنان".
ظلت في طرابلس تحاول البقاء حتى الرمق الأخير متعلقة بالأرض والوطن والجذور، فكان صعباً أن تترك لبنان في حينه، لكن الظروف كانت صعبة فقررت الرحيل.
"في ذلك الوقت، حتى تحافظ على حياتك في لبنان، لا مجال إلا أن تخرج من البلد، فقد فقدنا منزلنا في طرابلس بسبب الحرب الأهلية".
سبقها والداها وأختها وأخوها بالهجرة إلى أستراليا ورغم وجودهم حولها، "رحلة الهجرة لم تكن سهلة في بلد جديد ولغة جديدة" وهي التي تخرجت في تخصص المحاسبة في لبنان وتجيد اللغة الفرنسية.
خاضت حياة المهجر الجديدة مع زوجها وابنتها الصغيرة تخطو الخطوات الأولى للتأقلم مع الواقع الجديد كيفما كان، فتجاوزت حاجز اللغة الإنجليزية، وبدأت تعمل في إحدى الجمعيات الخيرية كسكرتيرة، ثم انتقلت إلى إحدى الشركات الكبيرة كمسؤولة عن حساباتها، وصولاً إلى المجال العقاري لتحقق نجاحاً آخر، ثم قفزت بعد ذلك نحو التجارة، فعملت في الاستيراد والتصدير لتحقق هدفاً جديداً، لكنها تصف الحالة بعد هذه الإنجازات بأنها نجاح مادي فقط "فكل ذلك لم يُلبِ حاجة ناقصة أبحث عنها في حياتي العملية والحياتية".
رحلة الطموح تحتاج إلى هِمَّة وثَّابة، لذلك تقدمت سمر الحارس للحصول على دورات متعددة في الخدمة الاجتماعية، فوجدت هناك الراحة النفسية، أي وجدت نفسها.

المهاجرة الأسترالية اللبنانية سمر الحارس Source: Supplied / supplied by: Samar Al Hares
أكملت سمر مشوارها في الحياة حيث سكبت عُصارة تجربتها في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة. فأسست عام 2017 داراً لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوسع هذا المركز ليصبح خمسة مراكز. وشعرت بالرضا والسعادة الذاتية وهي تعطي عطاء كاملاً بنشاطات متنوعة في خدمة هذه الفئة من المجتمع.
تعزو سمر الحارس هذا الحب الكبير لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة إلى حب الخير المكنون داخل الإنسان، وتؤكد أن لتربية الوالدين والعائلة والنشأة السليمة دور في ذلك.
"الأهل علمونا حب العطاء ومساعدة الآخرين وتصف لحظة عملها في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بأنها " لحظة خير" وتضيف" يا ليتني عملت بها من زمان".
تشارك سمر الحارس في الكثير من النشاطات التطوعية بالإضافة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها خدمات المشردين وحملات لدعم المحتاجين الأستراليين.
وفي معترك هذه الحياة، تبقى سمر الأم والجدة التي أعطت عائلتها الصغيرة والكبيرة في أستراليا كثيراً.
وعن ذلك تقول:" كان التنسيق بين الحياة العملية والأسرية صعباً جداً. عمل دائم ومتابعة حثيثة، ورغم كل هذه الظروف عملت جهدي لإعطاء كل جانب ما أستطيع".
أنا حالياً أعوض ما فاتني من لحظات مع أولادي بأحفادي فما أعز من الولد إلا ولد الولد.
بعد هذه التجربة الطويلة بين الهجرة والوطن تقول سمر:" شكراً أستراليا لفتحها المجال لجميع المهاجرين ليعطوا أكثر ما عندهم بسبب المساواة والخدمات"
وتوجهت قائلة لوطنها لبنان: "أرجو أن تعمَّ المحبة هناك أكثر في هذه الظروف الصعبة".
عن سيدني بين الأمس واليوم تقول سمر: "سيدني عام 1984 كانت قرية صغيرة قليلة العدد، لكنها أصبحت الآن جامعة للعالم كله، فأنت تدخل مناطق مختلفة بمكونات وثقافات وعادات وتقاليد ومبان مختلفة وكأنك تزور العالم فيها، فكل هذا الخليط له ما يمثله وأنت ما زلت في سيدني".

سمر الحارس - قصة هجرتي Source: Supplied / supplied by Samar Al Hares
وتصف سمر الحارس رحلة هجرتها بأنها "مزيج من التعب والحب والنجاح".
وتنصح المهاجر الجديد إلى أستراليا بأن "يندمج في المجتمع الأسترالي قدر استطاعته، ويبني هذه البلاد قدر المستطاع لأنها فتحت أبوابها له دون أن ينسى جذوره".
للاستماع لقصة هجرة المهاجرة الأسترالية اللبنانية سمر الحارس. يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
. يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand.