النقاط الرئيسية
- تركت عائلة نبراس رابي العراق بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية خوفاً من اندلاع حرب أخرى.
- أستراليا كانت الملجأ الآمن المستقر حيث تمكنت نبراس من تحقيق أحلامها التي تحطمت في العراق.
- رحلة اللجوء كان الحافز لنبراس للعمل في مجال خدمة اللاجئين ومساعدتهم على الاستقرار في أستراليا.
بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية، قرر والد نبراس ترك العراق مع زوجته وأولاده السبعة لأنه لم يرد أن ينتظر ما يحل بعائلته وما يخبئ لهم المستقبل خصوصاً أنه كان على يقين أنه لو دخلت العراق حرباً أخرى فالأمور ستكون أسوأ بكثير.
وبالفعل نجح في إخراج عائلته من العراق قبل الغزو العراقي للكويت وكانت تركيا هي محطتهم الأولى، ومن هناك قرر أن يتجه بعائلته إلى اليونان التي كانت الخيار الوحيد المتبقي لهم حتى ولو كان فيه تهديد لحياتهم.
لم تكن رحلة نبراس وعائلتها من تركيا إلى اليونان سهلة أبداً، فقد استغرقت هذ الرحلة بقيادة أحد المهربين سبع ساعات سيراَ على الأقدام تحت المطر في البرد القارص إلى أن وصلوا إلى ضفة نهر إيفروس الذي يفصل بين تركيا واليونان. في هذه النقطة كان عليهم أن يقطعوا إلى الضفة الأخرى على متن قارب مطاطي صغير أخرجه المهرب من جيبه قبل نفخه والذي لا يتسع لأكثر من طفل وشخص بالغ.
كم كان أمراً صعباً النهر كان النهر عميقاً وإخوتي الصغار كانوا لا يتجاوزون السنة والسنتين من العمر، وكنا نخشى بكاءهم كي لا تسمعنا السلطات التركية وتعيدنا إلى العراق.
تقول نبراس، " بفضل الله وبحمده تمكننا من أن نجتاز جميعاً إلى الضفة الأخرى ووصلنا الأراضي اليونانية حيث لم نضطر للإختباء وشعرنا بنوع من الأمان. وهناك بدأت الرحلة الثانية، حيث سجلنا في مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كان هناك العديد من الأشوريين والحياة كانت أفضل من تركيا لكن لم يكن لدينا أي حقوق لبناء مستقبل".
بعد التقدم بطلب لجوء إنساني، وصلت نبراس مع عائلتها إلى أستراليا في السابع من نيسان /أبريل 1992، وكانت الفرحة كبيرة بتمكنهم من الوصول إلى بلد مستقر وآمن قادرين أن يحققوا فيه أحلامهم التي تحطمت في بلدهم الأم. ولكن في نفس الوقت ورغم الفرحة التي لا تضاهى، كان هناك إحساس غريب لديهم في هذا البلد الغريب.
اللغة كانت غريبة علينا، كيف سنتمكن من العيش وتعلم القوانين الجديدة والذهاب إلى المدرسة والتعامل مع الناس. ومن أكثر الصعوبات كانت قبول ثقافة جديدة وتكوين الصداقات وحواجز اللغة.
بعد إكمال نبراس للمرحلة الثانوية، التحقت بجامعة New England University في منطقة Armidale، ولكن بعد سنة اضطرت إلى التوقف بسبب خوف والدها عليها وبطلب منه بعدما رأى كم كان أمر التنقل بمفردها إلى تلك المنطقة الريفية صعباً عليها. بعد فترة قصيرة، تزوجت نبراس وأنجبت ثلاثة أبناء، ولكن هذا الزواج لم يدم طويلاً، فتم الانفصال واضطرت إلى إكمال طريقها كأم عزباء.
قدوتي الأولى هي أمي التي هي سيدة جبارة عملت جاهدة خلال تواجد والدي في الخدمة العسكرية في العراق لتربية سبعة أطفال وتأمين المأكل والملبس لهم، ولا أنسى والدي الذي كان يريدنا أن ندرس ونحقق أحلامنا ونصل إلى أفضل المراتب.
تحرص نبراس على تعليم أبنائها القيم الإنسانية التي تحملها من العراق ولا سيما حب العائلة وتقاليد الأعياد الخاصة بهم، وتعلمهم أن يأخذوا من أي بلد سواء عربي أو أجنبي النواحي الإيجابية وهناك حدود لكل شيء في الحياة.
لو كنت أماً عزباء في بلدي العراق لما تمكنت من النجاح والوصول إلى ما وصلت إله في أستراليا.
وفي ختام حديثها، وجهت نبراس رسالة إلى كل اللاجئين والمهاجرين الجدد ولا سيما الشباب بأن التحديات هي جزء من الحياة ولكي يتمكنوا من الاستمرار عليهم التركيز والإيمان بأنفسهم لأن لديهم قدرة كبيرة على الصمود بسبب الصعوبات التي مروا بها في حياتهم.
يمكنكم الإستماع إلى القصة كاملة في التسجيل الصوتي المرفق أعلى الصفحة.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على