"العسكر لا يؤتمنون على السودانيين": إعلامية أسترالية سودانية تصف المشهد في شوارع الخرطوم

Sudanese protesters hold placards reading 'no to overturning people's choices' (L) and 'free revolutionaries'

EPA/MOHAMMED ABU OBAID Source: EPA/MOHAMMED ABU OBAID

واصل سودانيون مناهضون للعسكر احتجاجهم على سيطرة العسكريين على السلطة وإخراجهم شركاءهم المدنيين من مؤسسات الحكم، بعدما قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب أكثر من ثمانين آخرين بجروح.


سيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا مغلقا بشأن السودان بناء على طلب ست دول غربية هي المملكة المتحدة وإيرلندا والنروج والولايات المتحدة وإستونيا وفرنسا.

وأعلن أرفع مسؤول في البلاد الفريق أول عبد الفتاح البرهان حال الطوارئ في البلاد وتشكيل حكومة جديدة. كما أعلن حلّ مجلس السيادة الذي كان يترأسه والحكومة برئاسة عبدالله حمدوك وغيرها من المؤسسات التي كان يفترض أن تؤمن مسارا ديموقراطيا نحو الوصول الى انتخابات وحكم مدني.

وندّد مكتب حمدوك وتجمعات مطالبة بتسليم السلطة الى المدنيين ودول ومنظمات دولية بـ"الانقلاب" الذي اعتقل خلاله العسكريون حمدوك ومعظم وزرائه والأعضاء المدنيين في مجلس السيادة.

ونزل متظاهرون في عدد من شوارع الخرطوم ينددون بـ"انقلاب البرهان" ويرفضونه. لكن لجنة أطباء السودان المركزية التي كانت رأس حربة في الاحتجاجات ضد البشير، أعلنت على صفحتها على "فيسبوك" مقتل ثلاثة "ثائرين بإطلاق نار من قوات المجلس العسكري الانقلابي".

ومن جانبها، قالت مؤسسة منظمة Media for Justice in Sudan الأسترالية من أصول سودانية سارة سنادة، ان خبر الانقلاب كان مفاجئاً: "كان لدينا سلطة مشتركة بين العسكر والمدنيين. في ذكرى ثورة اكتوبر، خرج الآلاف للشوارع للتأكيد على رغبتهم في الحكم المدني ورفض حكم العسكر. الناس كانت تهتف أن الجيش يجب أن يكون للشعب".

واستطردت قائلة: "تغول العسكر على السلطة دليل على أن صوت الشعب غير مسموع. أن يقول البرهان في ندائه ان الانقلاب جاء استجابة لصوت الشباب لا يمت للواقع بصلة. الانقلاب دليل على ان القوات المسلحة لا تستمع للناس".
Sarah Senada
Sarah Senada, founder of Media for Peace in Sudan. Source: Sarah Senada
تجدر الإشارة إلى أن الجيش في نيسان/أبريل 2019 أطاح نظام البشير الذي حكم السودان أكثر من ثلاثين عاما بقبضة من حديد، بعد انتفاضة شعبية عارمة استمرت شهورا، وتسلّم السلطة. لكن الاحتجاجات الشعبية استمرت مطالبة بسلطة مدنية وتخللتها اضطرابات وفض اعتصام بالقوة سقط خلاله قتلى وجرحى.

وأعربت سنادة عن قلقها من تعمد السلطات إلى قطع الانترنت في العاصمة الخرطوم: "آخر مرة قطعت الاتصالات بهذا الشكل كان قبل مجرزة 6 يونيو منذ عامين. هذا الأمر مخفيف جداً لانه تكتيك كان يستخدمه النظام الشمولي السابق. هناك متاريس في الشوارع والناس يعترضون على الانقلاب وسلطة العسكر."
تنديد دولي

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان الألماني فولكر بيرثيس قال في وقت سابق خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو من الخرطوم، لصحافيين في نيويورك، إنه يتوقع أن يتم استعراض الوضع الجديد في السودان، الثلاثاء في مجلس الأمن. وأعرب عن أمله في أن يُظهر أعضاء المجلس الخمسة عشر وحدتهم مرة جديدة.

وأعرب بيرثيس عن خشيته من تجدد أعمال العنف ليل الاثنين الثلاثاء في البلاد، وقال "لا تزال هناك عوائق مشتعلة ويمكن سماع طلقات نارية". وتابع "بالطبع هناك خطر وقوع مزيد من أعمال العنف والمواجهات ليلا"، حاضّا "الجميع على التحلي بأعلى درجات ضبط النفس".

وقال دبلوماسيون إن أعضاء في مجلس الأمن يعتزمون مطالبة شركائهم بتبني إعلان مشترك، من دون الذهاب إلى حد إدانة الانقلاب، خلافا لما فعله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على أن يكتفي هذا الإعلان بالتعبير عن قلق مجلس الأمن.

With AFP 

استمعوا إلى مزيد من التفاصيل في المقابلة الصوتية مع سارة سينادا مؤسسة منظمة Media for Peace في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلى الصفحة. 


شارك