عيد الحب: احتفال رومانسي أم موسم لشراء الهدايا؟

Surprise

لا تزال الهدايا التقليدية مثل الزهور والشوكولاتة تحظى بشعبية كبيرة. Credit: GoodLifeStudio/Getty Images

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

هل تساءلتم يومًا من أين جاء الاحتفال بعيد الحب؟ هل كان دائمًا احتفالا رومانسيا؟ أم أن القصة أكثر من ذلك؟


إنه الرابع عشر من فبراير، والحب يملأ الأجواء أو love is in the air كما يقولون! الورود الحمراء والشوكولاتة على شكل قلب في كل مكان ويبدو كأن الجميع يخططون لعشاء رومانسي على ضوء الشموع - إنه عيد الحب!

ولكن هل تساءلتم يومًا من أين جاء هذا الاحتفال بالحب؟ هل كان دائمًا احتفالا رومانسيا؟ أم أن القصة أكثر من ذلك؟

في حلقة جديدة من بودكاست وراء الخبر سنستكشف تاريخ عيد الحب وكيف تطور هذا اليوم ليصبح احتفالا عالميا.

بداية أسطورية

تبدأ قصتنا في روما القديمة، خلال القرن الثالث الميلادي. كانت الإمبراطورية تحت حكم الإمبراطور كلوديوس الثاني، الذي كان معروفًا بحملاته العسكرية.

كان كلوديوس يعتقد أن الرجال العزاب يكونون جنودًا أفضل من أولئك الذين لديهم زوجات وعائلات، لذلك حظر زواج الشباب. لكن بحسب القصة فإن كاهنًا شجاعًا يُدعى فالنتين تحدى أوامر الإمبراطور وقام بتزويج الشباب وحبيباتهن في السر.
LISTEN TO
Final version web.mp3 image

"هذا خط أحمر": هل الفتيات العربيات في أستراليا ممنوعات من الحب؟

SBS Arabic

04/04/202316:42
عندما اكتشف كلوديوس هذا، غضب وقام بالقبض على فالنتين وأعدمه في يوم 14 فبراير عام 269 م.

لكن هذه ليست القصة الوحيدة لأصل الاحتفال بعيد الحب.

يعتقد بعض المؤرخين أن عيد الحب كان مرتبطًا بـ Lupercalia(لوبيكيليا)، وهو مهرجان وثني للخصوبة كان يُحتفل به في 15 فبراير في روما القديمة.

خلال هذا المهرجان، كان الشباب يسحبون أسماء النساء من جرة، ويدخلون في علاقات رومانسية مؤقتة تؤدي أحيانًا إلى الزواج.

ولكن مع انتشار المسيحية، سعت الكنيسة إلى استبدال التقاليد الوثنية، وفي عام 496 م، أعلن البابا جيلاسيوس الأول يوم 14 فبراير عيدا للقديس فالنتين، تكريمًا للكاهن الذي تم إعدامه بدلاً من المهرجان الوثني.

من عيد ديني إلى عطلة رومانسية

لقرون، ظل عيد الحب يومًا دينيًا لا يرتبط بالرومانسية.

لكن اكتسبت المناسبة في العصور الوسطى معنى أكثر رومانسية.

تشرح لنا سيلما والتير المحاضرة في الاقتصاد في جامعة ساسيكس كيف لعب الشاعر جيفري شوسر في القرن الرابع عشر دورًا كبيرا في هذا التحول.

تقول والتر: "الشاعر الإنجليزي جيفري شوسر هو أول من ربط بين عيد القديس فالنتين والحب من خلال قصيدته Parliament of Fowls."

"ذكر أيضا عيد الحب على لسان أوفيليا في مسرحية هاملت الشهيرة للكاتب الإنجليزي ويليام شيكسبير. لذلك فالاحتفال بعيد الحب أمر قديم للغاية."

بحلول القرنين الخامس عشر والسادس عشر، أصبح تبادل رسائل الحب والقصائد تقليدًا شائعًا في أوروبا.

ظهرت البطاقات المصنوعة يدويًا والتي تم تزيينها بأبيات شعر رومانسية وتصميمات فنية، مما مهد لاحتفال عيد الحب الذي نعرفه اليوم.
New York City Businesses Prepare For Valentine's Day
Area florists prepare for Valentine's Day, one of the nation's busiest days for florists on February 12, 2024 in New York City. Credit: Spencer Platt/Getty Images
هكذا أصبح عيد الحب احتفالا عالميًا

انتشر تقليد الاحتفال بالحب في الرابع عشر من فبراير في جميع أنحاء أوروبا ثم إلى الأمريكتين.

في القرن التاسع عشر، مع ظهور تكنولوجيا الطباعة، حلت بطاقات عيد الحب المنتجة بكميات كبيرة محل الملاحظات المكتوبة بخط اليد.

تقول والتر: "لم يتحول عيد الحب إلى حدث تجاري حتى قامت الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر وحينها حدث إنتاج البطاقات بأعداد ضخمة."

"حسب الأرقام، فإنه في منتصف عشرينيات القرن التاسع عشر كان يتم إنتاج أكثر من 200 ألف بطاقة في لندن وحدها. وكانت تلك هي البداية لتحول عيد الحب إلى حدث تجاري."

بحلول أوائل القرن العشرين، أصبح المناسبة احتفالا دوليًا.

لكن الاحتفال بعيد الحب لا يزال محل جدل.لا يرى الجميع عيد الحب كمناسبة رومانسية بحتة.

يزعم أنصار هذا العيد أنه يوفر فرصة خاصة للتعبير عن الحب والتقدير، سواء في العلاقات الرومانسية أو الصداقة أو حتى داخل الأسرة. ويعتقدون أنه يعزز روابط الحب في المجتمع ويجلب الفرح إلى حياة الناس.

ومع ذلك، ينتقد المعارضون عيد الحب باعتباره حدثًا تجاريًا يدفع الناس لإنفاق المزيد من المال.

يرى البعض أن الحب يجب أن يُحتفل به كل يوم، وليس فقط في عطلة محددة ويرفضه آخرون، خاصة في الثقافات المحافظة، لأنهم يرونه احتفالا مستوردا من الغرب ويعتبرونه غير ضروري أو حتى غير لائق.

تقول والتر: "عيد الحب أصبح حدثا تجاريا بشكل أكبر من السابق لأن ربط المنتجات بالمناسبات يجعل المستهلكين يشترون أكثر للاحتفال بالحدث."

"لكن بعض الناس لا يزالون يرون فيه احتفالا بالحب. نحن نعيش في عالم الجميع فيه مشغول والحفاظ على العلاقات أمر يتطلب وقتا ومجهودا. لذلك يرى البعض في تلك المناسبات ضغطا خارجيا محمودا لبذل ذلك الجهد."
picture-242-1533567244.jpg
المحللة الاقتصادية والمحاضرة في جامعة ساسيكس سيلما والتر
كيف يتم الاحتفال بعيد الحب اليوم؟

اليوم، يتميز عيد الحب بتقاليد مختلفة في جميع أنحاء العالم. في الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية، يتبادل المحبون الهدايا، ويقومون بنزهات رومانسية ويتبادلون بطاقات عيد الحب.

كما ترتفع مبيعات الورود والشوكولاتة في هذا اليوم بشكل كبير.

في عام 2023، تم بيع ما يقرب من 2.8 مليار وردة في الولايات المتحدة وحدها، مما يجعل يوم 14 فبراير أحد أكبر الأعياد الاقتصادية في البلاد.

تقول والتر: "التسويق يلعب دورا كبيرا في رؤيتنا لعيد الحب. مباشرة بعد عيد الميلاد تقوم الشركات بطرح منتجات عيد الحب وهذا يملأ الفجوة بين مبيعات عيد الميلاد واحتفالات الربيع وعيد الفصح."

"استغلال عيد الحب تجاريا ليس أمرا جديدا. في عام 1861، قام ريتشارد كادبري مؤسس امبراطورية كادبري ببيع الشوكولاتة في علب على شكل قلب ممهدا الطريق لمنتجات مماثلة."

عيد الحب في أستراليا

اكتسبت عيد الحب زخما كبيرا في أستراليا عبر السنوات.

كما ينفق المستهلكون مليارات الدولارات كل عام في الولايات المتحدة على الزهور والشوكولاتة والمجوهرات وتناول الطعام في الخارج في الرابع عشر من فبراير، أصبح الأستراليون يقومون بالمثل.

تشير الإحصاءات إلى أن الأستراليين سيحطمون الأرقام القياسية في عيد الحب هذا العام، حيث من المتوقع أن يصل الإنفاق إلى 535 مليون دولار، بزيادة قدرها 70 مليون دولار عن العام الماضي.
LISTEN TO
digital_matchmaking.mp3 image

"معظم الرجال يبحثون عن زوجة ثانية": هل تسهّل المواعدة الإلكترونية زواج الأستراليين العرب؟

SBS Arabic

28/03/202306:30
يخطط أكثر من 3.8 مليون شخص لشراء هدايا لأحبائهم، مما يجعل هذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها الإنفاق في عيد الحب نصف مليار دولار في أستراليا.

تتصدر نيو ساوث ويلز الأمة في الإنفاق، حيث من المتوقع أن يتم إنفاق 210 مليون تليها فيكتوريا بمبلغ 140 مليون دولار.

ولا تزال الهدايا التقليدية مثل الزهور والشوكولاتة تحظى بشعبية كبيرة.

يقول المنتقدون إن تسويق الحب يقلل من قيمته، ويضغط على الناس لإنفاق الأموال بدلاً من التركيز على الروابط العاطفية الحقيقية. ولكن يرى آخرون أنه فرصة لخلق لحظات وذكريات خاصة مع الأحباء.

إذن، هل عيد الحب تقليد صادق أم حدث مدفوع بالاستهلاك؟ ربما يكون كلاهما.

سواء كنتم ممن يحتفلون من خلال تقديم الهدايا لأحبائهم أو ممن يفضلون التعبير البسيط عن الحب والمودة للأحباء، فإن جوهر عيد الحب يظل واحدا ويبقى متجذرًا في المشاعر الإنسانية التي استمرت عبر التاريخ.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في  لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك