فيما يتطلع السفير رادإلى العمل مع الرئيس ترامب وفريقه لمواصلة تعزيز التحالف الأمريكي الأسترالي، ويخضع مستقبل رود في دوره في حالة فوز ترامب برئاسة أخرى للتدقيق منذ مارس/آذار.
قال بيان صادر عن مكتب سفير أستراليا لدى الولايات المتحدة، كيفن رود إنه "في منصبه السابق كرئيس لمركز أبحاث مستقل مقره الولايات المتحدة، كان السيد رود معلقًا منتظمًا على السياسة الأمريكية". "احترامًا لمنصب رئيس الولايات المتحدة، وبعد انتخاب الرئيس ترامب، قام السفير رود الآن بإزالة هذه التعليقات السابقة من موقعه الإلكتروني الشخصي وقنوات التواصل الاجتماعي. "لقد تم ذلك للقضاء على احتمال إساءة تفسير مثل هذه التعليقات على أنها تعكس مواقفه كسفير، وبالتالي، آراء الحكومة الأسترالية.
توقّف خبير الشؤون السياسية والدولية في منطقة الشرق الأوسط ، الدكتور محمد الجراروه عند إمكانية تجاوز هذه الأزمة الديبلوماسية في حقبة ما بعد حذف التغريدات معلقًا:
"تبدو كأنها خطوة دبلوماسية لتجاوز هذه الأزمة ولكن هذا الإجراء لا يمحو السجل التاريخي للعلاقات الدبلوماسية الثنائية"،
ما يكتب في التاريخ الإلكتروني لا يُمحى
شرح د. الجراروه أن الثقة الدبلوماسية تبنى على التواصل والعمل البنّاء ولكن هذه الحوادث المنعزلة، كتغريدات قد تساهم في كسر الثقة بين الحلفاء القدامى، ولكنها لا تقوض الأصوات الدبلوماسية الأخرى وخاصة إذا كانت مثل هذه الحوادث متكررة قائلًا:
" لا يمحو السجل التاريخي أو يصلح تماما أي توترات محتملة تسببت بها تلك التعليقات في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا اذ في العصر الرقمي، ما يكتب إلكترونيا يبقى، حتى لو ما حذف".
وتابع موضحًا:
بإمكاننا القول بأن ما حصل قد حصل، ولكن في المناقشة الأوسع للمساءلة السياسية يؤكد هذا السيناريو على أهمية اليقظة سيما من قبل أولئك الذين يشغلون أدوارًا تتطلب الحياد
وحول ما إذا كان توعُّد ترامب قبيل الانتخابات الرئاسية بأن أيام راد ستكون معدودة في منصبه بالولايات المتحدة الأمريكية إذا ما وصل الى البيت الأبيض، يعق في خانة التدخل في الشؤون الداخلية يقول الجراروه:
" يمكن اعتبار أي تصريح من قبل أي زعيم أجنبي بشأن أي تعيينات تجاوزًا للمعايير الدبلوماسية الراسخة، وقد ينظر من وجهة نظري ان تعليقات دونالد ترامب محاولة غير مبررة لممارسة النفوذ العشوائي والذي يعرف به الرئيس المنتخب، وخاصة إذا كانت تهدف إلى الضغط على عملية صنع القرار السيادي في أستراليا فيما يتعلق بي تنفيذها".
أوضح الجراروه أن مثل هذه التصريحات للرئيس المنتخب الأمريكي دونالد ترامب بإمكانها أن تقوض الاحترام المتبادل الذي يجب أن يحكم مثل هذه العلاقات الدولية، وخصوصًا في سياق التعيينات الدبلوماسية لأستراليا التي هي اعتبارات داخلية سيادية من خلالها تختار استراليا من يمثل مصالحها على أفضل نحو في الخارج.
وحول ما اتى على لسان رئيس الوزراء السابق توني أبوت الذي قال "سواء كان ذلك للأفضل أو للأسوأ، فإن رئيس الولايات المتحدة هو زعيم العالم الحر، وبالتالي فهو رئيسنا أيضًا"، علّق الجراروه قائلًا:
" يشير أبوت من منظور سياسي الى نفوذ ولايات المتحدة الأمريكية على السياسة والأمن العالميين خاصة بالنسبة لحليف كأستراليا"،
"طبعًا العلاقات الثنائية هنا من وجهة نظر أبوت القائمة على التحالفات التاريخية والمصالح الاستراتيجية المشتركة القديمة الحاضرة، تحمل أهمية أكبر في سياق خطة الدفاع الثلاثية، والتي تضم كل من أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية".
وتابع موضحًا:
بغض النظر عن الشخص الذي يدير المشهد في البيت الأبيض، فإن الأهداف الاستراتيجية الأساسية التي تدعم تحالفات مثل اتفاقية AUKUS، تظل مستقرة
هذا ويشير د. جراروه في هذا السياق بأن طبيعة دونالد ترامب "المعاملاتية" التي تميل الى عقد الصفقات تبشر بالخير بالنسبة لأستراليا بخصوص مستقبل الاتفاقية الدفاعية اذ ان تاريخ ترامب واهتمامه الشديد في مجال الأعمال سيكون في خدمة مواجهة التحديات الإقليمية وضمان الاستقرار وهذا التحالف يتماشى فعليًا وعقلية ترامب الدفاعية.
وعما اذا كانت استراليا ناضجة سياسيًا لتغرّد خارج السرب الأمريكي في ديبلوماسية فاعلة ومستقلّة أمينة للقيم السيادية لأستراليا وغير ملتحفة بالعباءة الأمريكية أجاب الجراروه:
" أنظر إلى نهج أستراليا الدولي باعتباره إلى حد ما مفتقرًا إلى العمق والخبرة اللازمتين للمشاركة بفعالية على الساحة العسكرية، سيما في القضايا الحساسة كالصراع الدائر بين حماس وإسرائيل"،
يبدو صوت أستراليا، وكأنه صدى للسياسة الأمريكية
وتابع مشددًا على أهمية اتخاذ زمام المبادرة إلى تعزيز دور استراليا على الصعيد العالمي بشكل كبير، وخاصة في القضايا الحرجة مثل الصراع العربي الإسرائيلي لكي تتمكن من ترسيخ نفوذها على نحو أعمق دوليًا وأن تعكس فهما أعمق للتعقيدات الإقليمية والسياقات التاريخية، وخصوصا بأن العالم قد يبدو بأنه يتجه إلى نظام عالمي جديد قائلًا:
"من خلال القيام بذلك تستطيع استراليا أن تتحول من دولة تابعة الأمريكية إلى دولة رائدة سياسيًا تساهم بشكل مباشر في بناء السلام والاستقرار الدوليين".
فيما تشهد خارطة العالم تحولات مهمة، وبين الصين الاقرب جغرافيًا والولايات المتحدة الاقرب سياسيًا كيف تجد استراليا التوازن الدقيق المطلوب؟
الإجابة مع د. محمد الجراروه في الملف الصوتي أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على وعلى القناة 304 التلفزيونية.