في لقائه مع إذاعة أس بي أس عربي، بدأ الخبير المالي والضريبي مدحت عطية بطرح السؤال التالي، وعود بتخفيضات ضريبية جيد، ولكن متى؟ إذ أشار عطية إلى أن الحكومة الحالية وعدت بخفض الضرائب، لكن هذه التخفيضات لن تُطبق إلا اعتبارًا من عام 2026، أي أنها لن تؤثر على ضرائب عام 2025 التي ستُقدم العام القادم. وهو ما اعتبره عطية خطوة غير مفيدة على المدى القريب، خاصة للطبقتين المتوسطة ومحدودة الدخل.
وأضاف عطية، أن أحد البنود المثيرة للجدل في الميزانية هو قرار الحكومة بإلغاء 20% من ديون التعليم الجامعي، لكن عطية أوضح أن هذه النسبة لا تعوض الزيادة الكبيرة في الفوائد التي فُرضت على هذه القروض خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي وصلت إلى نحو 27%.
أزمة في دعم أصحاب الأعمال الصغيرة
انتقد عطية غياب الحوافز المالية الحقيقية لأصحاب الأعمال، معتبرًا أن الميزانية لم تتضمن إجراءات مباشرة لدعم هذا القطاع الحيوي، ما يعكس نقصًا في الرؤية الاقتصادية بعيدة المدى.
مبادرة المشاركة في شراء المنازل (Buy Back Home Scheme)
في هذا الجانب تحدث الخبير المالي و الضريبي مدحت عطية عن مبادرة حكومية لتمكين المواطنين من شراء المنازل عبر الشراكة مع الدولة، حيث يمكن للحكومة أن تسهم بنسبة تصل إلى 40% من قيمة العقار الجديد. لكنه أبدى تحفظه قائلاً:
"الفكرة تبدو جيدة، لكنها تعني أن الحكومة تصبح شريكًا لك في البيت... وهذا ليس مثاليًا".الخبير المالي و الضريبي مدحت عطية
وأشار أيضًا إلى أن تكلفة البناء في أستراليا لا تزال مرتفعة، بسبب الضرائب مثل ضريبة القيمة المضافة (GST) وضريبة الدمغة (Stamp Duty)، ما يجعل أزمة السكن مستمرة رغم هذه المبادرات.

الخبير المالي والضريبي مدحت عطية Source: Supplied / supplied by: Medhat Attyaah
انتقد عطية زيادة تكاليف التأمين والكهرباء بنسبة 30%، بالإضافة إلى رفع أسعار الفائدة بنسبة تصل إلى 300% خلال فترة قصيرة. وقال إن هذه الزيادات تضغط بشدة على العائلات، دون وجود خطط واضحة من الحكومة للتخفيف من آثار التضخم.
كما أعرب الخبير المالي و الضريبي عطية عن قلقه من افتقار مصرف الاحتياط الأسترالي (RBA) للمصداقية في التعامل مع التضخم. فعلى الرغم من الوعود السابقة بخفض سعر الفائدة في نوفمبر 2024، لم يتم تنفيذ أي منها، مما زاد من حالة عدم الثقة بين المواطنين والمؤسسات الاقتصادية.
نظرة مستقبلية... فهل هناك أمل؟
ومع اقتراب الانتخابات، تسعى الأحزاب إلى تقديم وعود مغرية. إلا أن عطية شدد على ضرورة التمييز بين الوعود القابلة للتنفيذ وتلك التي تفتقر إلى خطة واضحة. وأضاف أن المطلوب من الحكومة القادمة هو:
- تخفيض الضرائب بشكل مباشر للفئات الأكثر حاجة.
- دعم قطاع البناء لتوفير فرص عمل.
- إطلاق برامج تدريب مهني لخلق جيل جديد من العمالة المؤهلة.
- طرح أراضٍ بأسعار معقولة لتسهيل بناء مساكن جديدة.
- تقليل الضرائب على تكاليف البناء مثل GST لتخفيف أزمة الإسكان.
و في ختام حديثه قال عطية: "نحتاج إلى حكومة لديها خطة واضحة، وتفهم أن تكلفة المعيشة أصبحت عبئًا لا يُحتمل، وأن الإصلاحات يجب أن تبدأ فورًا وليس بعد سنوات".
استمعوا لتفاصيل أكثر أهمية في هذا القطاع بصوت الخبير المالي والضريبي مدحت عطية، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.