للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.
من بين هؤلاء، يدعو كل من روبن خودا، مؤسس شركة AirTrunk، وكليف أوبريخت، الشريك المؤسس لمنصة Canva، الحكومة إلى تبني سياسات هجرة أكثر انفتاحًا. يؤكدون أن جذب العمالة الماهرة أصبح أمرًا حيويًا لتعزيز الابتكار ولمعالجة النقص المتوقع في عدد العاملين في قطاع التكنولوجيا، والذي يُقدّر بحوالي 650,000 عامل بحلول عام 2030. يرى روبن خودا أن الهجرة والتنوع هما من المحركات الأساسية للابتكار وخلق الثروة، مشيرًا إلى النسبة الكبيرة من الشركات الأمريكية الكبرى (Fortune 500) التي أسسها مهاجرون أو أبناؤهم.
من جانبه، يرى كليف أوبريخت أن سياسات الهجرة يجب أن تدعم جذب الكفاءات القيادية العالمية إلى أستراليا لضمان استدامة النمو في قطاع التكنولوجيا. وبالرغم من هذه الدعوات، تأتي هذه المناشدات في وقت تتجه فيه الحكومة الفيدرالية والأحزاب الكبرى نحو فرض قيود جديدة على الهجرة. الحكومة الحالية تبطئ إجراءات منح تأشيرات الطلاب الدوليين، بينما يطالب زعيم المعارضة، بيتر داتون، بتقليص أعداد المهاجرين بشكل أعمق، دون تقديم خطة واضحة لذلك. كما أن رئيس وزراء فيكتوريا السابق، جيف كينيت، دعا إلى تجميد مؤقت للهجرة في إطار محاولاته لمواجهة ضغوط البنية التحتية.
التحدي في قطاع البناء: نقص العمالة يعرقل خطط الإسكان
في هذا السياق، حذّرت الجمعية الأسترالية للبنّائين (Master Builders Australia) من أن خفض أعداد المهاجرين قد يعقد الجهود الرامية إلى زيادة مشاريع بناء المنازل. وقالت الرئيسة التنفيذية للجمعية، Danita Won، إن "نقص العمالة هو العائق الأكبر أمام مشاريع بناء المنازل والبنية التحتية".
وأضافت أن أستراليا بحاجة إلى المزيد من العمال المهرة إذا كانت تأمل في تحقيق هدفها الطموح ببناء 1.2 مليون منزل في المستقبل القريب. وأشارت إلى أن أي تغييرات في مستويات الهجرة يجب ألا تؤثر سلبًا على قدرة أستراليا على تأمين العمال المهرة في قطاع البناء، الذي يعتمد بشكل كبير على العمال الوافدين، حيث يُشكّل المهاجرون حوالي 25% من القوى العاملة في هذا القطاع.
LISTEN TO

"مناظرة شعبوية لكسب الأصوات" هل حسمت المناظرة بين ألبانيزي وداتون موقف الناخبين المترددين؟
SBS Arabic
13:34
من جانبه، يلفت محامي الهجرة باسم حمدان إلى أن خفض أعداد المهاجرين قد يكون له آثار سلبية على المدى الطويل، رغم أنه قد يحقق بعض الفوائد القصيرة الأجل. "من الأسئلة الهامة في هذه المرحلة أن خفض أعداد المهاجرين قد يترك أثرًا إيجابيًا على المدى القصير، ولكن سيكون له تبعات سلبية على المدى الطويل، خاصة فيما يتعلق بتنافسية أستراليا في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وهي قطاعات تشهد تنافسًا شرسًا من الدول الكبرى"، يقول حمدان.
ويؤكد حمدان ضرورة أن يتم التشاور مع قادة التكنولوجيا وأصحاب القطاعات الاقتصادية عند صياغة سياسات الهجرة. ويشدد على أهمية وضع سياسات تسد العجز في هذه القطاعات الحيوية وفي الوقت نفسه تطوير حلول لمشاكل الإسكان في البلاد.
كما يستشهد حمدان بنجاح دول مثل كندا والولايات المتحدة ونيوزيلندا في استقطاب المهاجرين المهرة، ويشير إلى أن كندا قد تمكنت من جذب 300,000 عامل ماهر، والذين أسسوا العديد من الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا، مما انعكس إيجابًا على الاقتصاد الكندي.
ويختتم حمدان قائلًا: "نحن في أستراليا بحاجة إلى خطة تكون فيها الآثار السلبية والإيجابية واضحة تمامًا على مدى 5 أو 10 سنوات. علينا تطوير البنية التحتية لاستقبال عدد أكبر من أصحاب الكفاءات الماهرة."
تراجع جاذبية أستراليا للمهاجرين المهرة
وفي ظل هذه التوترات السياسية، يتراجع مستوى جاذبية أستراليا كوجهة للمهاجرين المهرة. وفقًا للتوقعات، فإن أستراليا قد شهدت انخفاضًا بنسبة 10% في عدد الطلبات المقدمة لدائرة الهجرة من قبل مهاجرين مهرة في العقد بين 2014 و2024. يشير حمدان إلى أن برامج الهجرة في دول أخرى أصبحت أكثر بساطة وتقدم مزايا أفضل، مما جعل أستراليا أقل تنافسية في هذا المجال.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.
أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.