في مطار دمشق الدولي، تجمعت العائلات بانتظار أحبائهم العائدين حيث وصلت أول رحلة تجارية دولية في السابع من كانون الثاني يناير، تحمل على متنها سوريين هاجروا قبل أكثر من عقد.
يقول أحد العائدين: "جئت من الولايات المتحدة بعد 16 عامًا من الغياب. فقدت الأمل في العودة إلى سوريا، لكن الحمد لله الآن عادت البلاد إلى أهلها."
وفي أحد شوارع دمشق، يقوم رجلان ببيع الوقود على جانب الطريق ويقولان إنهما، قبل شهر فقط، كانا سيتعرضان للمضايقات والعقوبات على ذلك: "الآن نعيش أفضل حياة. منذ التحرير ونحن نعيش بحرية حقيقية. لا أحد يزعجنا، والجميع يعاملنا باحترام."
وعلى جبل قاسيون، الذي كان محظورًا على الزوار في عهد النظام السابق، تجمع الأصدقاء لتدخين الشيشة واسترجاع الذكريات: "هذه أول مرة أزور قاسيون مع أصدقائي منذ 13 عامًا. أشعر وكأنني طفل يستعيد ذكرياته. هذا جزء مما كان السوريون يفتقدونه."
في 8 ديسمبر 2024، دخلت قوات هيئة تحرير الشام إلى دمشق، وهرب الرئيس السابق بشار الأسد إلى روسيا واحتفل السوريون بسقوط 54 عامًا من الحكم الديكتاتوري ونهاية 13 عامًا من الحرب لكن الطريق إلى الأمام يبدو معقدًا.
يقول أحد المواطنين: "ربما من المبكر الحديث عن الأمل بعد سقوط النظام. الأسد رحل، لكن نظامه الأمني لم يسقط بالكامل. الحكومة الجديدة تواجه تحديات كبرى، خاصة وأنها مدرجة على قوائم الإرهاب والعقوبات الدولية."
وعيّنت الحكومة الانتقالية الجديدة محمد البشير، رئيساً للوزراء بينما يتولى أحمد الشرع قيادة سوريا كزعيم فعلي.
وقد وعد الشرع بإجراء انتخابات خلال أربع سنوات، مشيرًا إلى ضرورة صياغة دستور جديد وإجراء تعداد سكاني.
كما تعهد الشرع بحل المجموعات المسلحة وضمان تمثيل الأقليات مثل الأكراد والمسيحيين والدروز والعلويين في الحكومة المستقبلية.
ووسط اقتصاد منهار، أعلنت الولايات المتحدة تخفيف بعض القيود المفروضة على الحكومة الانتقالية ومنحت وزارة الخزانة الأمريكية ترخيصًا عامًا مؤقتًا لمدة ستة أشهر يسمح ببعض المعاملات، بما في ذلك مبيعات الطاقة.
لكن المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، حذر من أن المرحلة القادمة تحتاج إلى تخطيط دقيق: "أرحب بالترخيص الأمريكي المؤقت، لكن هناك حاجة إلى عمل أكبر لمعالجة العقوبات بشكل كامل."
كما أشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية قد تشكل خطرًا على وحدة الأراضي السورية.