من سوريا إلى أستراليا: عائلة لاجئة تفتتح مطعماً ينقل نكهات المطبخ الحلبي إلى أديلايد

Abdelghani Rahmo

عبد الغني الرحمو وعائلته افتتحوا مطعماً سورياً في أديلايد. Credit: Abdelghani Rahmo

وصلت عائلة عبد الغني الرحمو إلى جنوب أستراليا في عام 2016 بعد رحلة لجوء صعبة، ولكن النكهات التي جلبوها معهم من حلب كانت مفتاح نجاحهم في أديلايد.


قبل مغادرتهم سوريا، كان عبد الغني يعيش حياة هادئة مع زوجته فاطمة وأطفاله الستة في مدينة حلب، حيث كان يعمل كهربائيًا ويؤمن لهم دخلًا جيدًا. إلا أن الحرب التي اندلعت في 2011 غيّرت حياتهم، مثلما فعلت مع الكثير من السوريين الذين اضطروا إلى ترك بلادهم.

استذكر عبد الغني في حديث مع أس بي أس عربي دهشته من المدينة، خاصة وأن الشوارع كانت فارغة تمامًا عند وصولهم ليلاً. "قالوا لي أن الناس هنا ينامون مبكراً. نحن معتادون على حلب التي كان بإمكانك فيها الخروج الساعة الثانية فجراً والتبضع وتناول الطعام في الخارج."

وأشار أيضًا إلى التحدي الكبير الذي واجهته العائلة في تعلم اللغة الإنجليزية: "في البداية، كانت أكبر صعوبة هي اللغة. لم أكن أستطيع التحدث بالإنجليزية جيدًا، وكان التواصل مع الآخرين صعبًا للغاية. كنت أشعر بالعجز أحيانًا، لكننا بدأنا نتعلم ببطء، وبدأنا نشارك في دروس اللغة، وهو ما ساعدنا كثيرًا." وأضاف: "كان هناك العديد من المواقف المحرجة التي نشعر فيها أننا خارج دائرة الفهم، ولكن كان علينا أن نتعامل مع هذه الصعوبات من أجل الاستقرار هنا."
زوجتي فاطمة هي صمام الأمان لمشروعنا ومطعمنا. نفسها في الطبخ لا يُعلى عليه
مالك مطعم ملح وسكر عبد الغني الرحمو
ومع مرور الوقت، بدأ أفراد العائلة في حضور دورات لتعلم اللغة الإنجليزية، حيث كانت تلك نقطة انطلاق لفكرة تقديم الطعام. يروي عبد الغني قائلاً: "في المركز كان يتم تنظيم عشاء جماعي مرتين في الشهر، وشاركنا بطبق من الكبة المقلية والحلويات الحلبية، ولاقى طعامنا إعجاب الجميع."

استمرت العائلة في المشاركة في هذه الفعاليات دون أن تفكر في تحويل نشاطها إلى عمل تجاري، حتى جاء مهرجان "أديلايد فرينج" في آذار مارس 2018 كفرصة للتواصل مع المجتمع وكسر عزلتهم: "قررنا المشاركة لنندمج مع الناس ولنعزز تواجدنا في المجتمع".

وأضاف: "كان الطبق الذي جلبناه الأكبر في ذلك العشاء وكانت ردود فعل إيجابية للغاية، حتى أننا حصلنا على جائزة أفضل مشاركة.
LISTEN TO
The inspirational woman behind Melbourne's original Lebanese restaurant image

مطعم عبلة: قصة أشهر مطعم للأكل اللبناني في ملبورن

SBS Arabic

17/11/202011:23
ومن هنا، بدأوا بتطوير فكرة تأسيس خدمة تقديم الطعام، وأطلقوا عليها اسم "ملح وسكر" وبدأوا بالترويج لخدماتهم عبر فيسبوك، وكانت الاستجابة رائعة، ما دفعهم إلى تحويل هذه الخدمة إلى مطعم خاص بهم مؤخرًا. "افتتاح المطعم كان حلمي الكبير منذ وصولنا إلى أستراليا".

وفيما يخص زوجته فاطمة، يثني عبد الغني على دورها الكبير في تحقيق هذا النجاح: "فاطمة هي من جعلت هذا الحلم ممكنًا. طبخها ليس مجرد طعام، بل هو فن يعكس أصالة حلب ودفء العائلة. إنها المبدعة في المطبخ، ودائمًا ما تبتكر أطباقًا مميزة تشعر الناس أنهم في بيتهم."

وأضاف عبد الغني: "ما وصلنا إليه الآن هو ثمرة تعب فاطمة ورؤيتها، وهي التي كانت دائمًا تؤمن بقدرتنا على تحقيق هذا الحلم. هي صمام الأمان لمشروعنا."

 للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغط على 

استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على 
 وعلى القناة 304 التلفزيونية.

أكملوا الحوار على حساباتنا على SBSArabic24 وو

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك