في قطاع غزة، قررت إسرائيل وقف إمدادات الكهرباء بالكامل، في خطوة وصفها وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين بأنها تهدف إلى "الضغط على حماس كي لا تبقى في الحكم وإعادة المختطفين".
وجاء هذا القرار بعد أن أغلقت تل أبيب جميع المعابر ومنعت دخول المساعدات الإنسانية، مما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من أن هذا الإجراء "غير قانوني".
وبحسب الصحافية الفلسطينية في رام الله، شروق أسعد، فإن غزة لم تكن تنعم بالكهرباء بشكل منتظم منذ 16 شهراً، وحتى قبل الحرب: "كانت الكهرباء تصل لساعات قليلة يوميًا فقط. تم قطع خط الكهرباء الوحيد الذي كان يعمل حتى وقت قريب بضغط من الاتحاد الأوروبي."
أنا شخصياً أفكر مليون مرة قبل أن أتحرك من مدينة لأخرى. أعلم أنني سأمكث ساعات عند الحواجز. هناك 900 حاجز عسكري في مكان صغير كالضفة. هناك حاجز قرب كل قرية ومدينةالصحافية الفلسطينية في رام الله شروق أسعد
هذا القرار يهدد بتفاقم الأزمة المعيشية، إذ تؤكد أسعد أن محطة تحلية المياه في جنوب القطاع، التي كانت تنتج 18 ألف متر مكعب من الماء العذب يوميًا، تقلّص إنتاجها مع انطلاق الحرب إلى ألفي متر مكعب فقط، وهو رقم لا يكفي لتلبية حاجات السكان.
في المقابل، تعتبر حماس هذه الإجراءات "ابتزازًا سياسيًا"، وتؤكد أن الحل الوحيد للأزمة هو التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
الضفة الغربية: المعاناة تتضاعف
أما في الضفة الغربية، فتشهد المدن الفلسطينية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، حيث كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في مناطق مثل جنين وطولكرم، مؤكدة أن الهدف هو القضاء على البنية التحتية "للإرهاب" ومنع امتداد العنف إلى أراضيها.
وتشير أسعد إلى أن "كل المؤشرات تقول إننا أمام استمرار التصعيد في الضفة، فعملية ’السور الحديدي‘ دخلت يومها الحادي والخمسين في مخيم جنين."
كما تؤكد أن وكالة "الأونروا" أعلنت عن وصول عدد النازحين إلى 40 ألفًا، بينما أفادت مصادر محلية بهدم مئات المنازل. في المقابل، تقول إسرائيل إن عملياتها تستهدف تدمير "المجموعات المسلحة الموجودة بشكل أساسي في المخيمات".
LISTEN TO

"قوة أجنبية تقف وراءها": هل ينجح الشرع في فرض الأمن بعد الأحداث الدموية في الساحل السوري؟
SBS Arabic
11/03/202507:12
لكن تداعيات التصعيد لا تتوقف عند العمليات العسكرية، بل تمتد إلى الحياة اليومية للفلسطينيين الذين يواجهون قيودًا خانقة على الحركة والتنقل.
تقول أسعد: "أنا شخصياً أفكر مليون مرة قبل أن أتحرك من مدينة لأخرى. أعلم أنني سأمكث ساعات عند الحواجز. هناك 900 حاجز عسكري في مكان صغير كالضفة. هناك حاجز قرب كل قرية ومدينة."
ومع حلول رمضان، زادت هذه القيود من معاناة الفلسطينيين، إذ تؤكد أسعد أن "الوصول إلى جنين أو نابلس صعب جدًا، ودخول القدس بحاجة لتصريح."
إلى جانب التصعيد العسكري، يعاني الفلسطينيون من أزمة اقتصادية خانقة، حيث أدى إغلاق إسرائيل للمعابر إلى فقدان عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين لوظائفهم.
وتوضح أسعد: "كان هناك 150 ألف عامل فلسطيني في إسرائيل، وهم اليوم دون عمل، كما أن 370 ألف موظف في السلطة الفلسطينية لم يتقاضوا رواتب كاملة منذ أشهر."
أما البطالة، فقد وصلت إلى مستويات قياسية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن "نسبة البطالة تصل إلى 40%." وهو ما يفاقم الأزمة المعيشية في الضفة وغزة على حد سواء.
في ظلّ هذا الواقع المعقد، يبقى الفلسطينيون بين مطرقة التصعيد العسكري وسندان الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، مما جعل استقبال رمضان هذا العام مختلفًا تمامًا عن أي وقت مضى.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على وعلى القناة 304 التلفزيونية.