سجّل مكتب الأرصاد الجوية درجات حرارة غير مسبوقة في مختلف أنحاء البلاد واعتبر شهر كانون الثاني يناير الماضي الأكثر حراً في أستراليا منذ بدء العمل بتسجيل بيانات الطقس في بداية القرن الماضي.
وشهدت ولاية جنوب أستراليا درجات الحرارة الأكثر قسوة حيث سجلت مناطق قريبة من اديلايد ما يقرب الخمسين درجة مئوية. وعلى النقيض شهدت ولاية كوينزلاند هطولاً مطرياً أغرق شوارع مدينة Townsville وأجبرت الفيضانات المئات على الالتجاء لمراكز الايواء بعدما حاصرت المياه منازلهم.
ولكن هل يعني هذا التطرف المناخي أن البلاد مقبلة على المزيد من الكوارث الطبيعية؟ يجيب الخبير البيئي الدكتور فؤاد عبو في حديث لراديو SBS Arabic24 بالقول أن وزارة المياه والزراعة تسجل كافة البيانات المتعلقة بالمؤشرات البيئية والكوارث الطبيعية منذ عام 1982 وتقوم بتحليلها بهدف التنبؤ بما يمكن أن يحدث في المستقبل. ويضيف " الدراسات الإحصائية لا تشير الى ازدياد احتمالية وقوع اعصار مثلاً بل على العكس دورة حدوثه تقل، ولكن حدة الكوارث الطبيعية هو ما يثير القلق ويتطلب المزيد من الدراسات للوصول الى حقيقة علمية يمكن الاعتماد عليها."
وأدت درجات الحرارة المرتفعة على طول الساحل الشرقي للبلاد إلى زيادة العبء على شبكة الكهرباء مما سبب انقطاعها عن آلاف المنازل في كل من فكتوريا ونيو ساوث ويلز.
وحول الخطوات الحكومية لمجابهة آثار التغير المناخي، أشاد الدكتور عبو بالمؤسسات الحكومية التي تأخذ المسألة على محمل الجد مثل المجلس الوطني لمجابهة الكوارث الطبيعية ومجلس المناخ وغيرها من المؤسسات المسؤولة عن ارساء قواعد السياسات التي تضمن التزام أستراليا بالاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص مثل اتفاقية باريس للمناخ.
وعلى الرغم من أن التغير المناخي قضية عالمية بحاجة لتضافر الجهود على مستوى الدول للحد من آثارها إلا أن الإنسان يبقى قادراً على اتخاذ خطوات بسيطة من شأنها التأثير بشكل ايجابي على توازن الموارد الطبيعية وعلّق دكتور عبو على هذه النقطة بالقول “اذا كنا نستطيع أن نعيش بشكل مريح ولكن بهدر أقل للمصادر الطبيعية المحدودة لم لا؟"
وأضاف الدكتور عبو أنه على الرغم من النظريات الحديثة المستندة الى دلائل علمية والتي تقول أن العالم يتجه نحو كوارث طبيعية أكثر إلا أن البيانات غير كافية لطرح ذلك بشكل قاطع على الأقل في الوقت الحالي.
استمعوا للمقابلة المرفقة بالصورة أعلاه.