بين الهزل والوعي: كيف يحوّل مهاجر عربي الكوميديا إلى أداة للتمكين السياسي في أستراليا

علي الألشخانجي.jpg

علي الألشخانجي

في عالم باتت فيه منصات الإعلام الرقمي مؤثرة، يبرز اسم "علي الألشخانجي" كصانع محتوى، يجمع بين السخرية الذكية والتحليل السياسي العميق، هدفه إحداث وعي في المجتمع العربي للاندماج في أستراليا.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 
في حواره مع "إذاعة أس بي أس عربي" تحدّث "الألشخانجي"، الصيدلاني وصانع المحتوى عن تجربته التي بدأت في خضم ما عُرف بـ “الربيع العربي" عام 2012؛ إذ يوضح أن بداياته لم تكن عابرة، بل ارتكزت على هدف واضح: التوعية السياسية، عبر أسلوب يجمع بين الطرافة والعمق".

يقول "الألشخانجي": "كنا نرى أن هناك فجوة كبيرة بين الناس والسياسة، وهذا التباعد أدى في كثير من الأحيان إلى سلوكيات أو فهم مشوش للواقع. لذلك قررنا كمجموعة أشخاص أن نُحدث فرقًا، عبر منصة تتناول الشأن السياسي بأسلوب ساخر، يحمل رسالة توعوية، ولكن بلغة يفهمها الناس."
من الكوميديا إلى التأثير المجتمعي

التحولات السياسية في مصر، خصوصًا بعد عام 2013، دفعت بالمحتوى إلى منحى أكثر تعقيداً وتحليلاً وفق "الألشخانجي"، دون أن يغيب الطابع الفكاهي عن المشهد، لذلك تم إنشاء قناة عبر إحدى المنصات الرقمية تنتهج أسلوب "الألش"، وهو مصطلح مصري يتناول موضوعًا بشكل ساخر، وتحولت لاحقًا هذه القناة إلى مساحة جادة لتحليل التاريخ السياسي العربي وربطه بالواقع المعاصر.

ومع انتقال "الألشخانجي" إلى أستراليا، واحتكاكه بالجالية العربية، وُلدت مرحلة جديدة من مشروعه، لتُعنى بتوعية العرب في المهجر بواقعهم السياسي، إذ يشير "الألشخانجي" إلى أن "هناك شريحة كبيرة من أبناء المجتمع العربي الأسترالي المهاجر يعيشون بين عالمين: أحدهما تركوه خلفهم، لكنه يشدهم ويتابعونه وعالم جديد آخر لا يشعرون أنهم جزءٌ أصيل فيه. وهنا تكمن المعضلة".
Ali AlShakhangy2.jpg
أصواتنا خارج الحدود

واحدة من أبرز الرسائل التي يصرّ "الألشخانجي" على إيصالها، هي أهمية أن يكون للعرب والمسلمين في أستراليا صوت فاعل ومؤثر، لا سيما في سياق الانتخابات والسياسات المحلية. إذ يتناول موضوع الانتخابات الفيدرالية الأسترالية، ويوجه خطابه إلى العرب المهاجرين قائلاً:
"الطاقة التي نبذلها في متابعة أخبار بلادنا الأصلية دون تأثير، ينبغي أن تُوظف في المجتمع الذي نعيش فيه مع أولادنا، حيث يمكن لصوتنا أن يُسمع، وقد نُحدث فرقًا حقيقيًا."
علي الألشخانجي
ويُشدّد الألشخانجي على ضرورة انخراط المجتمع العربي الأسترالي في الشأن العام المحلي الداخلي الأسترالي فهذا لا يعني التخلي عن هويتهم الأصلية، بل تعني تعزيز حضورهم في المجتمع الأوسع، عبر صنع سردية واضحة تُعبّر عنهم وتكسر الصورة النمطية المرتبطة بهم.

بناء السردية... وصناعة الجيل القادم

خلال إحدى محاضراته العامة في مدينة ملبورن، تفاعل الحضور بشكل لافت مع طرح "الألشخانجي"، ما يؤكد أن هناك عطشًا لدى المجتمع العربي الأسترالي لإعادة فهم الذات العربية الأسترالية ودورها في المجتمع. لذلك يقول:
"نحن بحاجة إلى رواية سرديتنا الخاصة في أستراليا، التي تعكس من نحن وماذا يمكن أن نقدم لهذا المجتمع."
ويضيف: "جيلنا الثاني والثالث من العرب والمسلمين الأستراليين يحتاج إلى ثلاثة روافد فكرية: الجذور التي انحدر منها، واقع الجالية التي ينتمي إليها، والمجتمع الأسترالي الأوسع الذي ينبغي أن يكون جزءًا فاعلًا منه. وهذا يتطلب أدوات جديدة في الخطاب، ولغة جديدة للتعبير، ومساحة تفاعل مختلفة عن تلك التي تركناها خلفنا."

وبعيداً عن الاستوديوهات واللقاءات العامة، يعيش "الألشخانجي" حياة مزدوجة؛ فهو صيدلي ممارس، وأب لأسرة، إلى جانب كونه صانع محتوى سياسي اجتماعي. ويعترف بصعوبة التوازن بين هذه الأمور، لكنه يؤمن أن "المسؤولية المجتمعية" تفرض عليه أن يخصص وقته وجهده لبناء مشروع يعيد تشكيل وعي الأفراد خاصة في أستراليا.
LISTEN TO
Daniel Nour REC image

كيف تحوّل الشبشب إلى قصة؟ دانيال نور يجيب من مهرجان الكتّاب في سيدني

SBS Arabic

13:16
استمعوا لتفاصيل أكثر بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.

أكملوا الحوار على حساباتنا على  و 

اشتركوا في  لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك