"الإصلاح هو الطريق الوحيد للخلاص الحقيقي"، هكذا توعد رئيس الحكومة نوّاف سلام في حكومة انقاذية تطمح في أن تعيد الصلاحيات إلى رئيسي الجمهورية والوزراء نواف سلام وتعيد ثقة لبنان بذاته ليخرج من عزلته الدولية مع المجتمع الدولي وهو الذي تعهّد تنفيذ القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة.
استهل الباحث والأكاديمي من العاصمة بيروت إبراهيم الجوهري مداخلته عبر برنامج صباح الخير، أستراليا من العاصمة التي تعيش صبحها، بعد أشهر من ليل بلا نهاية، إذ يقول:
" نجح نواف سلام في تحدي تشكيل الحكومة بعد 26 يومًا فقط من تعيينه، وقبل عشرة أيام من موعد وقف النار مع إسرائيل في الثامن عشر من الشهر الجاري رغم التحديات الجمّة ما يعتبر انجازًا للبنان".
يثني الجوهري على شخص رئيس جمهورية قائلًا:
"اختيار رئيس للجمهورية يتميز بكف نظيف وبعيد عن شبهات الفساد، بعد هذا الليل الذي بدأ وكأنه بلا نهاية شكّل بارقة أمل إلى أن تم تكليف نواف سلام، أبرز رموز التغيير في لبنان والذي أثبت انه على حجم التطلعات سيما فيما يحمل من خبرة ومصداقية".
وحيال التمثيل الحزبي المبطّن لحزب الله في الحكومة يقول:
"كنت أتمنى الّا يكون هناك أي تمثيل لأي شخص محسوب على الأحزاب في حكومة نواف سلام الإنقاذية، ولكنني أنظر إلى الواقع في قراءة نسبية"،
أرى أن غياب الثلث المعطل مع قادة يُشهد لها بالكفاءة، 'شي بيكبّر القلب'
في مرحلة اكثر من دقيقة تتطلب مقاربة بحجم التحديات، ستحدد الحكومة أولويلتها في قراءة للواقع الشائك. وبانتظار البيان الوزاري وفي هذا الإطار يقول الجوهري:
"تحدث رئيس الجمهوريّة في خطاب القسم عن استقلالية القضاء، وأتمنى أن يكون هذا من أول أولوياته، فهو المدماك الأول في إعادة بناء الدولة".
أثنى الجوهري على مبدأ فصل السلطات الواضح في نهج الرئيس نواف سلام الذي عمل وحرص على تغييب الثلث المعطل في هذه الحكومة، لكي تكون فاعلة.
وأما حيال التحدي الأكبر، ألا وهو ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة التي استبعدت عن خطاب القسم، وتعقيبًا على السقف العالي لتصريح المبعوثة الأميركية في الشرق الأوسط عن "هزيمة حزب الله"، والتي تطلبّت توضيحًا من الرئاسة اللبنانية بأن الرئاسة ليست معنية ببعض هذه التصريحات" التي يعتبرها البعض انتهاكًا للسيادة اللبنانية وتدخلًا في الشؤون الداخلية يقول:
علينا أن نتعامل مع نهج الرئيس ترامب، الذي يتخطى الخطوط الحمر في الأعراف الدبلوماسية
"ما سمعناه على لسان المبعوثة الأميركية يتماشى مع إدارة ترامب التي تعتمد إحداث الصدمة واعتماد "اللا دبلوماسية" في الدبلوماسية، ويجب أن نتعايش مع هذا النهج إذ إن للبنان مصلحة شراكة مع الولايات المتحدة التي تدعمه".
وتابع موضحًا:
لن يكون هناك ذكر للمقاومة في خطاب. في البيان الوزاري تماشيًا مع خطاب القسم ولا أحد يقدر أن يبعد إسرائيل، سوى الجيش اللبناني
"إن غياب الثلث المعطل ومبدأ فصل السلطات، يُعوّل عليهما في الحكومة الجديدة".
وعما إذا كان سيربح القضاء وذوي ضحايا انفجار مرفأ بيروت في هذه الحكومة التي توعدت بالإصلاح والإنقاذ بدءًا من ملف القضاء، أجاب الجوهري:
لا يمكن أن أتخيل أن يقبل نواف سلام أن يوضع ملف انفجار مرفأ بيروت في الدُرج
"هو من سيعمل إلى الوصول للحقيقة وإحقاق الحق لضحايا انفجار مرفأ بيروت وذويهم".
كيف قرأ إحجام بعض الفرقاء عن المشاركة في الحكومة، سيما التيار الوطني الحر وحزب المردة؟ ولماذا رأى أن هذا هو تعبير صحي للديمقراطية؟
الإجابة مع الباحث والأكاديمي إبراهيم الجوهري في الملف الصوتي أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على وعلى القناة 304 التلفزيونية.
