مهاجرون يعانون من الصدمة في أستراليا: خطوة واحدة قد تشفي النفس والجسد

emotional-trauma-350.jpg

كثيرون يمرون بصدمات متعددة، وتبقى مكبوتة في دواخلهم بحاجة لمن يخرجها ويعالجها ليعيش الإنسان مرتاحًا متأقلمًا بسلام مع واقعه، هذا ما تقوم به المتخصصة في علم الصدمات الأستاذة إيفاد خضر.


تعتبر الصدمة النفسية حالة من التأثير العميق تصيب الفرد نتيجة تجربة مؤلمة أو تهديد لحياته أو سلامته النفسية، ويشمل ذلك مشاعر الخوف الشديد، الفقدان، العنف أو الأحداث التي تؤدي إلى آثار سلبية على الصحة العقلية.

وفي حديثها مع إذاعة أس بي أس عربي، أوضحت الأستاذة إيفاد خضر المتخصصة بعلم الصدمات واليوغا، أن أول خطوة نحو التعافي هي الاعتراف بوجود الصدمة وتأثيرها على الفرد؛ فالوعي بتلك الصدمة وكيفية تأثيرها على الجسم والعقل هو المفتاح لفهم ردود الفعل العاطفية التي قد تنتج عنها.
خطوات العلاج من الصدمات

وفق الأستاذة إيفاد، تعتبر أول خطوة في معالجة الصدمة هي الاعتراف بها. إذ لا يمكن للفرد أن يبدأ بالتعافي إذا لم يكن واعياً بما يمر به، حيث يركز العلاج على استعادة التوازن النفسي والجسدي، وهي عملية قد تتطلب وقتًا وصبرًا. ومن الأساليب التي تساعد في ذلك:
  • التنفس العميق: يساعد في تهدئة الجهاز العصبي المركزي.
  • التأمل: يساهم في تعزيز الوعي الذاتي وإزالة التوتر.
  • اليوغا: تساعد في إطلاق الطاقات السلبية المخزونة في الجسم.
Τwo COVID-19 deaths, including a woman in her 30s in New South Wales.
Τwo COVID-19 deaths, including a woman in her 30s in New South Wales. Credit: Unsplash: Heike Trautmann
من خلال هذه التقنيات وتقنيات أخرى أعمق، يمكن للفرد أن يشعر بالتحسن مع مرور الوقت. ويجب أن نتذكر أن كل شخص يتفاعل مع الصدمة بشكل مختلف بناءً على تجربته الشخصية، مما يعني أن أساليب العلاج قد تختلف من شخص لآخر.

وتوضح الأستاذة إيفاد إلى أن الأشخاص الذين يمرون بتجارب صعبة في الحروب أو الأزمات الاجتماعية قد يعانون من عزلة اجتماعية بسبب شعورهم بعدم الأمان. وأكدت الأستاذة إيفاد على أهمية بناء روابط اجتماعية صحية، مشيرة إلى أن العزلة تزيد من مشاعر الألم الداخلي. كما شددت على أهمية التحدث عن الصدمة مع مختصين يمكنهم تقديم الدعم العاطفي والنفسي.
Ifad Khader.JPG
إيفاد خضر متخصصة في اليوغا وعلم الصدمات
وأشارت الأستاذة إيفاد إلى أن التعامل مع الصدمات يحتاج إلى مختصين لديهم القدرة على فتح "الجروح العاطفية" بطرق آمنة. ليس الهدف فقط هو فتح هذه الجروح، بل علاجهما بشكل فعال. وهذا يتطلب تقنيات متخصصة تساهم في علاج الصدمة دون إلحاق مزيد من الألم بالفرد.

وتعتبر اليوغا واحدة من الأساليب التي قد تكون فعالة في معالجة الصدمات النفسية. فعبر اليوغا، يتعلم الفرد كيف يتواصل مع جسده ويعزز الوعي الذاتي. كما تساعد تمارين التنفس والاسترخاء في تخفيف التوترات العاطفية والجسدية المرتبطة بالصدمة.
وتختلف مدة التعافي من الصدمات بناءً على عدة عوامل، منها شخصية الفرد، وعمره، وظروفه الاجتماعية، والبيئية. ولكن الأهم هو الاستمرارية والإرادة في التعافي. فالبعض قد يتعافى بشكل أسرع إذا كان لديه إرادة قوية، بينما قد يتطلب الأمر وقتًا أطول لشخص آخر، فالوعي بالصدمات وأثرها على حياتنا هو أول خطوة نحو الشفاء. حيث يمكن للإنسان أن يعيد التوازن إلى حياته ليبدأ رحلة التعافي.

استمعوا لتفاصيل أكثر بصوت المتخصصة في علم الصدمات إيفاد خضر، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على  و 


اشتركوا في   لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

توجهوا الآن إلى  للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

شارك