"شعرت أن الإسلام يقدّم صورة واضحة وبسيطة وموحدة لله".. امرأة من السكان الأصليين تختار الإسلام

pexels-rdne-7249178.jpg

أوجينيا فلين باحثة وكاتبة أسترالية من السكان الأصليين، تنتمي إلى شعبي لاراكية وتيوي، وتعمل حاليًا في مجال الكتابة والنشر بجامعة RMIT.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

عرفت فلين بكتاباتها التي تتناول تقاطع الهوية والعرق والدين، وبكونها واحدة من النساء القلائل من الشعوب الأصلية اللواتي اعتنقن الإسلام.
فلين لم تولد على الإسلام، بل نشأت في بيئة كاثوليكية محافظة، حيث كان والدها نشيطًا في الكنيسة الكاثوليكية، وارتبطت أسرتها بالمؤسسة الدينية في مدينة داروين.

في مرحلة المراهقة، بدأت تطرح أسئلة متعلقة بالإيمان والعقيدة، وتحديدًا حول مفهوم الخالق. هذا البحث دفعها إلى الاطلاع على الإسلام واتخاذ قرار التحول إليه في سن التاسعة عشرة.

تقول: "عندما بدأت أفكر بالخالق، شعرت أن الإسلام يقدّم صورة واضحة وبسيطة وموحدة لله. فكرة التوحيد – أن الله واحد لا شريك له – كانت منسجمة مع ما أشعر به داخليًا".

وتضيف: "لم أعد أؤمن بأن لله ابنًا، أو أن الله يمكن أن يتجسد في بشر. هذه الأفكار لم تعد تعبر عن قناعاتي".
بالإضافة إلى تحولها الديني، تشير فلين إلى أن مظهرها الخارجي وجذورها الآسيوية إلى جانب انتمائها إلى السكان الأصليين، كانا سببًا في مواجهتها لسوء فهم اجتماعي وعنصرية في أماكن مثل مدينة أديلايد، حيث لم يكن هذا النوع من الخلفيات الثقافية شائعًا.

توضح: "كان الناس يُصدمون عندما أقول إنني من السكان الأصليين. كانوا يقولون تعليقات عنصرية، ثم يتراجعون قائلين: ’آه، لا نقصدك أنت‘".

بدأت فلين بالكتابة كرد فعل على هذه التجارب. لم تكن الكتابة بالنسبة لها وسيلة تفسير أو شرح للآخرين، بل محاولة لإيجاد صوت شخصي، ولاحقًا، لتقديم تمثيل أدبي للنساء من السكان الأصليين في أستراليا.

تقول: "لم أكن أرى نفسي في القصص التي قرأتها في طفولتي كل الشخصيات كانت بيضاء وبعيدة عن عالمي. بدأت أكتب حتى أخلق مساحة أرى فيها نفسي، ويراني فيها الآخرون".

في كتاباتها، تتناول فلين قضايا متعددة مثل الإرث الاستعماري، العنصرية، الهوية، الدين، والعائلة.

وتوضح أن أحد أكبر التحديات التي تواجهها هو التوازن بين عرض الواقع وتجنب السرد المبني على الحزن فقط. "التحدي الأكبر بالنسبة لي هو أن أشارك الحقيقة كما هي، لكن دون أن تكون كتابتي سوداوية. أريدها أن تكون مبنية على القوة والإيجابية"، كما قالت.
LISTEN TO
TAlk Back GMA_SBS_ID_29353717.mp3 image

آراء الأستراليين العرب بمقترح نزع الجنسية الأسترالية عن المدانين بجرائم خطيرة

SBS Arabic

27/03/202521:38
فلين لا تعتبر نفسها موجهة لجمهور خارجي، بل تكتب أساسًا لبنات مجتمعها، وبشكل خاص للفتيات الشابات من السكان الأصليين. تقول: "لم يكن هدفي أبدًا أن أشرح نفسي للبيض. كنت أكتب لأبناء مجتمعي، وبالأخص للنساء من السكان الأصليين".

تشير أعمالها أيضًا إلى ازدياد عدد الأشخاص من السكان الأصليين الذين يعتنقون الإسلام في أستراليا، رغم عدم وجود بيانات رسمية دقيقة بسبب غياب تصنيف الهوية العرقية في الإحصاءات الدينية.

وتُبرز تجربتها الشخصية تنوعًا متزايدًا في أنماط الهوية والانتماء الديني في السياق الأسترالي.

تعمل فلين حاليًا في المجال الأكاديمي، إلى جانب نشاطها في الكتابة الأدبية والصحفية، وتُعد من الأصوات الثقافية البارزة التي تدمج التجربة الذاتية بالتحليل الاجتماعي دون الاعتماد على السرد العاطفي أو الشخصي.
 
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على و

أكملوا الحوار على حساباتنا على وو

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

شارك