تعهّد الأمين العام لحزب الله السيد نعيم قاسم في كلمته امام مئات الآلاف من مناصري حزب الله، بأنه سيسير على خُطى حسن نصر الله قائلًا "إنا على العهد يا نصر الله" مؤكدًا ان الحزب سيكون شريكًا في بناء الدولة ضمن إطار اتفاق الطائف، مسلّمًا الدولة اللبنانية المرحلة الثانية في المفاوضات مع اسرائيل لضمان تنفيذ الانسحاب الكامل للجيش الاسرائيلي عن الأراضي اللبنانية محذرًا "التزمنا بالاتفاق ولم تلتزم إسرائيل" ومؤكدًا أن بقاء إسرائيل في مواقع خمسة لا يعتبر خرقًا بل احتلالًا.
هذا ونشر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي تزامنًا مع مراسم التشييع رسالة قاسية اللهجة الى أنصار السيد حسن نصرالله متهمًا ايّاه بمن حول لبنان الى دولة فاشلة وعلى باع مستقبلهم لمصالح ايران وكاتس يغرد "ستتخصصون في الجنازات".
استهل المدير التنفيذي لشبكة المنظمات غير الحكومية العربية للتنمية من العاصمة بيروت زياد عبد الصمد مداخلته عبر برنامج صباح الخير، بقراءة لمشهديّة التشييع الحاشدة ودلالاتها في قلب العاصمة وبيروت اذ يقول:
"حزب الله كان بحاجة إلى هذه المشهديّة لإعادة الاعتبار بعد سلسلة الهزائم والضربات القاسية التي تلقاها بعد الحرب رغم أنه هو من فاوض على طاولة وقف إطلاق النار، ولكن هذا القرار كان ضربة قاسية للحزب في السياسة".
Ziad Abdel Samad, Executive Director of the Arab NGO Network for Development (ANND) based in Beirut.
لبنان الذي صاغ البيان الوزاري غير المسبوق متخطيًّا ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة الى أحادية السلاح في يد الدولة مؤكدًا التزام الحكومة بتحرير كلّ الأراضي اللبنانية وواجب احتكار الدولة لحمل السلاح وبسط سيادتها والالتزام بالقرار 1701 كاملاً وتحييد لبنان عن صراعات المحاور، وقف لبنان خائبًا امام الثامن عشر من شباط/فبراير موعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، بعد ان تأكدت مخاوفه ببقاء إسرائيل بخمسة مواقع ما اعتبرته رئاسة الجمهورية احتلالًا.
الرئيس اللبناني جوزيف عون الذي قال امام الوفد الايراني ان لبنان تعب من حروب الآخرين، أكد ان خيار الحرب لا يفيد وأن لبنان سيعمل بالطرق الدبلوماسية لتحقيق الانسحاب الكامل من خلال الجيش اللبناني مسؤول عن حماية الحدود مؤكدًا جهوزيته الكاملة "وإذا قصّر حاسبونا" داعيًا رعاة الاتفاق مع إسرائيل تحمّل مسؤولياتهم في مساعدة لبنان.
يرى عبد الصمد أن على حزب الله الذي سلّم الدولة اللبنانية المرحلة الثانية من تنفيذ الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية، عليه الّا يعطي إسرائيل أي ذريعة لخرق الاتّفاق:
"الاتفاقات الدولية سيما القرار 1701، تنص على حصر سلاح حزب الله تحت كنف الدولة رغم أن الحزب له تفسير مغاير لهذه النقطة"،
عدم التزام حزب الله من خلال عدم تسليم سلاحه سيعرقل الأطراف الأخرى ويضع الدولة اللبنانية في مأزق، وأنا لا أبرّئ إسرائيل لكنها تستخدم عدم التزام حزب الله كذريعة للبقاء
اما حيال واقعية ما يمكن ان تحققه حكومة ما قبل الانتخابات البرلمانية التي غاب عنها الثلث المعطّل، في مسيرة السيادة والإصلاح بعيدًا عن التفاؤل المفرط في سياسة الأمر الواقع، يقول عبد الصمد:
هذه الحكومة عمرها قصير ولن تقوم بمهامها لأكثر من سنة، إذ نحن على مقربة من الانتخابات النيابية لذا فإن هناك توقعات متواضعة
"لا يمكن أن تقوم هذه الحكومة بالكثير خلال السنة، ولكن البيان الوزاري كان سبّاقًا مع غياب ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة إلى تعزيز سيادة الدولة وتأكيده عدم وجود سلاح خارج إطار الدولة كما اعتماد الحياد الإيجابي في إطار النزاعات الإقليمية".
وتابع عبد الصمد موضحًا:
"الحكومة أمام مهمة صعبة بدءًا من الإصلاح، إلى إعادة هيكلة المصارف فالانطلاق في خطة التعافي والإصلاح والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي وعلينا أن نستمر في الدفع قدمًا لإعداد الخيارات البديلة للمرحلة المقبلة".
لبنان الدولة الذي يدعو إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل التزامًا بالقرارات الدولية، أين يقف في هذه المرحلة الشائكة وما الوسائل الديبلوماسية التي يلجأ إليها كل لضمان الانسحاب الإسرائيلي الكامل؟
الإجابة مع الأستاذ زياد عبد الصمد في الملف الصوتي أعلاه.
