كان يا ما كان، في بلاد بعيدة، بدأت حكاية توفيق حداد الذي هاجر من وطنه لبنان إلى أستراليا، ليؤسس من الخبز حكايات ومن رائحة الزعتر دفء البيت ولمة العائلة لكل من اغترب عن وطنه الأم.
في مطعمه الصغير "يم يم" بغرب مدينة سيدني كل القصة، والذي أصبح يُعرف بين زبائنه بأنه اسم على مسمى، هناك في الزوايا القديمة، تُخبز المحبة قبل العجين، وتُقدم الضحكة قبل الأكل. أكثر من 35 عاماً والمكان يجمع الأستراليين من كل الخلفيات حول صحن فول أصيل، ومناقيش تعجّ بروائح الضيعة.
توفيق لم يكن وحيداً في هذه الرحلة، فقد قرر منذ البداية أن يورث ابنه نجيب هذه المهنة، ليس فقط كحرفة بل كقصة وهوية. بدأ نجيب الابن وهو في عمر العشر سنوات يتعلم أسرار العجينة، ويفهم أن اللقمة لا تأتي بسهولة، بل تحتاج تعباً وصبراً وإصراراً. رغم أنه لم يكن يرغب بدخول هذا العالم حينها، إلا أن تلك اللحظات الصغيرة كانت تؤسس لمسار كبير رسمه له والده توفيق.
من هذا الفرن الصغير، خرجت منقوشة حصدت جائزة على مستوى أستراليا، وبين نار الفرن وتعب السنين، وُلد حلم الاستمرار نحو الجيل الثالث والرابع، ليجعل من منقوشة زعتر وفنجان الشاي رحلةً للجذور واحتفالاً بالهوية.

ولكن القصة "بعدها بأولها" كما قال نجيب، فما الذي يقوله لوالده الذي أعطاه السر وفتح له الأبواب؟ وما الذي يقوله توفيق لابنه الذي لم يترك يده يوماً ليكمل معه المشوار؟ القصة كاملة في الملف الصوتي أعلاه.