بدأت حكاية الأب بطرس عاقلة منذ 56 سنة عند وصوله إلى أستراليا بحلم وحقيبة سفر حمل فيها أسرار مهنة الحلاقة التي تعلمها من جده وخاله، لتنتقل المهنة من الجد والابن إلى الأحفاد.
كان بطرس يأمل أن يحمل أحد أبنائه شعلة المهنة التي أحبها، فتحقق له ما تمنى. وجد في سركيس ولويز الشغف نفسه، فبدأوا العمل معه منذ صغرهم، ليصبحوا يده اليمنى، ثم يكبروا ليطوروا إرث والدهم، ويحملوا الحلاقة إلى مستوى جديد، محولين معه الصالون المتواضع الذي أسسه والدهم إلى سلسلة صالونات حلاقة شهيرة.
لم أجبر أولادي على تعلم مهنتي، لكنني كنت محظوظاً لأنهم أحبوها وورثوها عني.
وكأي أب من الثقافة العربية، حلم بطرس بأن يكمل أبناؤه المشوار الذي بدأه قبل عشرات السنين. حمل سركيس الأمانة بكل فخر، وبدأ العمل إلى جانب والده منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره، ليصبح اليوم أباً وربّ أسرة يدير عمله الخاص الذي ورثه عن والده.
كنت في الثانية عشرة من عمري عندما بدأت العمل مع والدي، وقد ألهمني على مر السنين لتحقيق المزيد.
وفي كل عائلة، هناك من يكسر القواعد، وكانت لويز هي ذلك الاستثناء في عائلة عاقلة. تحدّت الأعراف وقالت: "الابنة سر أبيها أيضاً"، فتعلمت المهنة، طوّرتها، وأصبحت مصففة شعر وخبيرة معروفة في مجالها.
لكن، كأي علاقة بين الآباء والأبناء، لم تخلُ علاقة بطرس وأولاده من التحديات والخلافات. فكيف استطاع الأب تمرير مهنته إليهم دون أن يجبرهم؟ وكيف أصبحوا اليوم يديرون سلسلة صالونات ناجحة، بفريق عمل يضم عشرات الموظفين، وأجيالاً من الزبائن؟ ولماذا لا يزال بطرس يعمل ولو ليوم واحد في الأسبوع رغم بلوغه الـ 85 من عمره؟
المزيد في الحلقة الأولى من بودكاست "من جيل لجيل"، استمعوا للقصة كاملة في الملف الصوتي أعلاه.